الرئيس يقاوم الحرب بالسلام

كم هي الضغوطات والتناولت الإعلامية والسياسية التي مُرِست على الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس  الجمهورية من أجل التدخل العسكري وحسم المواجهات مع جماعة الحوثي ووضع حدّ لتمدّدها ،ابتداءً من حرب دماج مرورا بحوث وخمر وعمران وصولا إلى العاصمة صنعاء ومداخلها ومحيط قيادة قوات الاحتياط  .
لقد أكد الرئيس اليوم إن خيار وسيف السّلم هو الذي يجب أن ينتصرويسود رغم كل التحديات، ومع الصبر والحكمة والرؤية الوطنية والمستقبيلة المتقدمة ، يمكن ان ينتصر الوطن وكل قضاياه الكبرى دون أن ينجر الناس للمواجهات المسلحة وينجرفوا نحو دوّمة الفوضى والعنف والطائفية  .

يتّضح لليوم  إن الرئيس ، حريص على ان تُحلّ هذه الأزمة من خلال الحوار والتفاهمات والتواضع لبعض ،ووفي سبيل هذه الغاية تحمّل الكثير من الكلام والكثير من التعنُّت والاستفزازات التي مارسها الحوثيون وغيرهم في أكثر من مكان . حيثُ يحاول إمتصاص حالة غضب الكثير من الناس والقوى التي كانت تُفضّل مواجهة الحوثي بالسلاح ولغة البنادق، التي يعتقد الأخير أنه الوحيد القادر على اجادتها والتعامل معها في هذه الظروف ، سيما بعد زهو الانتصارات التي جلبتها له ظروف المنطقة السياسية  والحالة الراهنة في اليمن وممارسات الإخوان ( الإصلاح ) طوال الثلاث السنوات الماضية التي جعلت منهم غولا وهدفا لجميع القوى التي - بالفعل - ضاقت ذرعاً  بتصرفاتهم واستئثثارهم بالوظيفة العامة وتعاملهم الفج مع وتحويلهم للشراكة والوفاق إلى فود وشراهة واضحة في كل شيء.


إن الذي يجب أن يُعلي من قيمته  الناس هو خيار السلام والتهدئة بعيدا عن التصعيد والتجييش وفتح بؤروأسباب جديدة  للصراع والشك وعد الثقة.

في ظنّي إن خيار السلام وضبط النفس من قِبل  الرئيس والدولة وبكل الوسائل المتاحة ، يحترم ويُعدُّ موقفا سياسيا ووطنيا متقدما جدا يستحق الإشادة  ، سيما في الزمان والمكان الذي وجد فيه هادي على راس السلطة في هذا البلد الذي تتناهبه قوى النفوذ والفساد والأيديولوجيات والصراعات  طول فترة من الزمن ، والتي ليس من السهل التعامل معها وقصقصة أجنحتها بالشكل الذي يعتقده البعض.


نقول هذا الكلام ونحن نتابع الأحداث أولا بأول ونتابع حالة الاحتقان وحجم ونوعية الإبتزازات التي قامت بها الكثير من الأطراف ومراكز القى ، وونقول هذا الكلام  - أيضا - مع إعترافنا بأن مرات توقعنا فيها إنفجارالاوضاع عسكريا وإنتهاء الخيارات أمام الجميع . وأن القادم سيكون مرشّحا لمزيد من البؤس والمصاعب وتهديد التسوية .


 خلاصة القول : مرة ثانية وثالثة وعاشرة اثبت الرئيس هادي حكمة وسعة صدر وانحيازواضح لحياة الناس وأمن اللوطن ، والتعاطي مع ملفات وأوضاع حساسة كهذه  بروية ورؤية ومنطق القائد الناجح الذي يجيد اغلاق بوابات الصراعات وفتح بوابات وآفاق التعاييش والسلام  وليس ببعيد عنا ملف القضية الجنوبية الذي استطاع الرئيس  معه التعامل معه بمسؤلية، من منطلق وطني وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار واليمن تتسع للجميع ..

 

مقالات الكاتب