السيول تكشف عن الفساد
لا بد للسيل من طريق إلى البحر، وسيعود إليها مهما طال الزمن؛ فمن الحمق أن تُغلق مسالكه إغلاقا مطلقا، إذ ستكون الكارثة حينها واقعة لا محالة.
هذا أمر بديهي يدركه الإنسان البسيط في القرية والبادية، فكيف يغيب عن تفكير المهندس الحضري والمسؤول في السلطة؟!. لا تفسير لما حصل سوى أن الفساد هو السبب.
لقد كشفت السيول في عدن ولحج عن جوانب من الفساد والعبث الذي مارسه المسؤولون في هاتين المحافظتين طوال السنوات الماضية، وقد آن الأوان لفتح ملفات المحاسبة.
صرف الأراضي في مجاري السيول جريمة، والفساد في مشاريع البنى التحتية، من جسور وطرقات، جريمة أكبر.
أدعو إلى تظافر جهود الرأي العام للضغط باتجاه فتح تحقيق في هذين الملفين؛ فالقضايا المتعلقة بأرواح الناس لا تسقط بالتقادم. رحم الله ضحايا السيول، وجبر مصاب السكان المتضررين، ولا نامت أعين الفاسدين.