في الذكرى العاشرة لتحرير عدن.. قيادة فذة وتاريخ لا ينسى
لم- ولن تنس عدن وأبناؤها الموقف التاريخي للقائد الفذ الأستاذ نايف صالح البكري، قائد مجلس المقاومة، وهو الذي كان يقف على رأس السلطة المحلية لعدن عندما تعرضت عدن للغزو والاجتياح، وحين اختفى المسؤولون بقي نايف يدير السلطة ويقود المقاومة، يجمع المكونات ويوزع المهام، يتصل بالخارج ويتواصل مع الداخل، يزور الجبهات ويشرف على الإغاثة، يدعم المقاتلين ويُطمئن المواطنين.
العلاقة بين عدن وقائد مقاومتها الشاب المناضل/ نايف صالح البكري لا تحتاج لكثير من الحديث والتفاصيل التي باتت معلومة ومعروفة، سيما وأنه كان ملازماً لعدن في وقت الشدة والحرب ولم يفارقها أو يتركها، عندما تعرضت للغزو الحوثي عام 2015، صمد نايف مع القلة الصادقة من أبنائها الأبرار، فيما كان أدعياء النضال يتوارون عن المشهد ويغادرون الساحة.
لقد ثبت نايف حين فروا، وبقي يقود المعركة عندما انسحبوا، وظهر يوم اختفوا، تحدث صادقاً حينما صمتوا، ولقد آثر البقاء وسط المخاطر حين اختار الآخرون السلامة بعيداً عن عدن التي كانت تتعرض لحرب همجية غاشمة.
القائد الفذ نايف بقي في الميدان، ومعه كثير من المخلصين الذين ظهروا عند المغرم واختفوا عند المغنم، لأنه في وقت المغنم يظهر أشخاص آخرون لا صلة لهم بالمعركة وتضحياتها وظروفها المعقدة، هم يتقنون الظهور بعدما ينقشع غبار الحرب، وحينها يبدأون في كتابة تاريخهم المزور، يختلقون معارك أخرى يثبتون فيها شجاعتهم بعدما أظهرت المعركة الحقيقية هروبهم وعجزهم عن المواجهة. سيحاولون كتابة تاريخ آخر يليق بهم بعيداً عن التاريخ الذي سجله الأبطال في الميدان، وخلدته التضحيات الكبيرة حيث لا مكان في وقت الشدة لشهادات الزور وادعاءات البطولة ومزاعم النضال الفارغة من أي مضمون.
وكلما مرت بنا ذكرى الانتصار التاريخي لعدن تبرز أسماء القادة الأبطال الذين قادوا المعارك صادقين وصمدوا في المواجهات مخلصين، وقدموا التضحيات مؤمنين بأن التضحية هي الطريق الوحيد لتحقيق النصر أو الشهادة، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، الشهيد القائد علي ناصر هادي، والشهيد القائد جعفر محمد سعد القائد الراحل عبدالله الصبيحي وغيرهم كثير.
مضى على معركة تحرير عدن عشر سنوات، ولا يزال القائد المناضل نايف البكري علماً بارزاً في الحرب والمقاومة والتحرير، ارتبط اسمه ودوره وقيادته بعدن ومقاومتها وصمودها، حتى تكلل الصمود بالنصر وتوّجت المقاومة بالتحرير، وكانوا هم أبطال المقاومة رواد الانتصار.. نايف ورفاقه، فلهم التحية أينما كانوا، وللشهداء الميامين الرحمة والمغفرة، ولعدن وأبطالها المجد والسلام.
#عدن_ذكرى_النصر10