تسجيلات نادرة من "الدان الحضرمي" تعود لليمن
قبل عقود من الزمن كانت الدكتورة شهرزاد قاسم حسن الباحثة في "علم موسيقى الشعوب"، كانت تجوب مناطق اليمن المختلفة، وخاصة شرق اليمن في محافظة حضرموت، لتتبع توثيق وتسجيل ألوان مختلفة من التراث الغنائي اليمني.
سجلت عدداً كبيراً من جلسات وأماسي الدان الحضرمي، بالإضافة إلى كافة أنواع الغناء في حضرموت، لغرض التوثيق والبحث، وظلت تحتفظ بها، وتبني عليها بعض الدراسات التي قامت بها، وتم طباعة وتسجيل بعضها الأعمال من طرف اليونسكو..
كان جهداً مضنياً وفريداً، تتبع جلسات الدان في مناطق حضرموت المختلفة، وسجل بمهنية وفنية عالية تلك الفنون وتقاليدها المختلفة، ضمن مناطق الساحل والداخل في حضرموت.
وقبل سنوات قليلة أرادت الدكتورة شهرزاد تسليم ما لديها من تسجيلات تراث حضرمي لجامعة نانتر الفرنسية، وقامت بالفعل بذلك، قبل أن التقيها وأتعرف عليها، من خلال الدكتورة ليلى علي عقيل الباحثة اليمنية في مجال الآثار وتاريخ الفن، وعندها طلبت من الدكتورة استعادة تلك الأسطوانات، وكانت تلك بالفعل هي رغبة الدكتورة.
عندها تمت مخاطبة الجامعة الفرنسية لاستعادة تلك الكنوز الموسيقية، وقامت الجامعة بإعادتها لصاحبة الحق فيها الدكتورة شهرزاد حسن التي بدورها سلمتها لي بشكل رسمي، على أن تكون تلك التسجيلات ملكاً لليمن، وعلى أن تعود لجهة محددة في حضرموت.
السبب الأساس لارجاع المادة الصوتية إلى اليمن ،هو أن العمل اعتمد على البحث والتسجيل الميداني الذي قامت به الدكتورة على مديات زمنية طويلة، وخصوصاً في حضرموت الداخل والساحل، وهو عمل يتصف بالأصالة، نظراً لأنها هي من قامت بهذه التسجيلات في سعيها للحفاظ على الموروث الفني اليمن،ي، والدان بشكل خاص.
وبما أن هذا العمل ميداني فقد آثرت صاحبة الحق فيه إرجاعه إلى بلده الأصلي، حسب تعبيرها.
الشكر الجزيل للدكتورة شهرزاد التي قضت فترات طويلة في البحث والتسجيل والتوثيق، والتي تنازلت لليمن عن حقها الشخصي في تلك الكنوز التراثية الحضرمي.
والشكر موصول للدكتورة ليلى علي عقيل التي كان لها دور كبير في استعادة تلك الأسطوانات.
ولا ننسى دور جامعة نانتر الفرنسية التي بذلت جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً، لتسجيل نسخ رقمية لتلك التسجيلات، وبتقنية عالية، والتي لا تمانع في إمداد المراكز الثقافية والفنية في البلاد بهذه النسخ الإلكترونية عند الطلب.