صُنّاع المجد

الأدوار الصعبة والمهمات الجسام في أي منعطف تاريخي لأي بلد، لا يقوم بها ولا يؤديها أو يتصدر لها إلا ذوو العزيمة وأصحاب الإرادة، من الرجال الأقوياء، ممن امتلكوا وعياً وطنياً خالصاً، فانحازوا مختارين لوطنهم وقضيته العادلة، ولذا مثل هؤلاء لن تعرف لهم الهزيمة طريقاَ، ولن يهنوا أو يضعفوا ما داموا على الحق وبالحق، يهبون دماءهم رخيصة ويقدمون التضحيات تلو التضحيات، لا يفت من عضدهم متهاون، ولا يهن من عزائمهم متخاذل. 

قُدِّر لأبطال جيشنا ومقاومتنا أن يكونوا رجال هذه المرحلة المهمة التي يمرّ بها وطننا، لينافحوا قوى الظلام، ويواجهوا مشروع إيران الفارسي التدميري، فها هم يقاتلون مليشياتها على الأرض، كما يواجهون مكائدها ودسائسها ومؤامراتها الدنيئة، ومع ذلك يعيش الجيش والمقاومة مع شعبهم آلامه، ويخففون جراحاته، التي تتسبب بها بشكل يومي تلك المليشيات الإيرانية في كل المحافظات وفي مقدمتها مأرب وتعز، حيث تقصف المليشيا مساكن الأبرياء، وتقتل الأطفال والنساء. 

عهد الجيش على نفسه ومعه المقاومة الباسلة الانتصار لكل هذه الدماء، والمضي في طريق النضال لاستعادة الدولة ومؤسساتها، كمشروع حياة اختطه مع كل الأحرار، غير آبهٍ للتحديات أو الصعوبات التي لا شك أنه لن ينحني لها أبداً مهما كانت التضحيات، بل إنها ستزيده إصراراً على إكمال المهمة، فطريق التحرر مليئة بالأشواك، لكن في نهايتها الخلاص.  

فيا منتسبي القوات المسلحة والأمن، شعبكم يدرك أن بأيديكم خلاصه من تلك المليشيات الحوثية الإرهابية، التي انتهبت أمواله وحقوقه، وتسومه سوء العذاب في كل المناطق التي ما زالت تخضع لانقلابه المشؤوم ومشروعه الحاقد. 

فمليشيا الإجرام الحوثي تكنّ لكم يا أبطال جيشنا، وكل من يقاومها مشاعر الحقد والضغينة، كما تكّن المشاعر نفسها لهذا الشعب الأبي، تترجمه بقصفها المتواصل الذي طال الجميع دون استثناء، وها أنتم ماضون في مساركم المقاوم وفاء للوعد والعهد لوطنكم، للإجهاز على مشروع المليشيا وإنهاء إجرامها. 

أيها الأبطال ما دام وأنتم تحرسون الثغور، وترابطون في الخنادق، تفشلون كل خطط العدو الحوثي، وقائده الضابط في الحرس الثوري الإيراني المتواجد في صنعاء، فأنتم تنتصرون لوطنكم، تنتصرون للضحايا من أبناء الشعب، تنتصرون لهم بشرف في ميادين العزة والكرامة، كما أنكم تقدمون أنفسكم للجميع في الداخل والخارج، جيشاً وطنياً ذا عقيدة يمانية خالصة، رضعتم حب وطنكم من ضحى نضالات الأحرار في سبتمبر وأكتوبر وماضون على دربهم. 

صمودكم اليوم يتجلى في صلابة قبضتكم التي هي على الزناد، وفي عزيمة وعيكم وثقتكم بالنصر، الذي سيكون في مأرب، كما سيكون في الجوف وتعز وشبوة والضالع ولحج والبيضاء وكل ربوع الوطن دون استثناء، فلا بقاء لكهنوت ولا مكان لمشاريع دخيلة، واليمن سيظل صمام أمان جيرانه والإقليم والعالم. 

مقالات الكاتب