التحالف العربي .. وعامٌ في مواجهة الانقلابيين

لقد كان يوم ٢١سبتمبر من عام ٢٠١٤م يومٌ أسود في تاريخ اليمنيين، إذ كان اليمنييون يحلمون بعهد جديد تُنفذ فيه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي استمر عشرة أشهر،وكان الجميع يتطلع لإقرار الدستور الجديد والبدء بتطبيق النظام الفيدالي الجديد من ستة أقاليم ،لكن كان انقلاب الحوثي -صالح وبدعم إيراني  قد قضى على تلك الجهود اليمنية الجبارة، وكاد يغتال الحلم المنشود في إقامة دولة  مدنية حديثة، ولكن كان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة  قد فاجأ الإنقلابيين بعاصفة الحزم وبعدها إعادة الأمل، وجعلهم يخسرون كثيرا من قواتهم، وعتادهم المسروق من الدولة ،بل حدَّالتحالف من توغل الإيرانيبن في اليمن -إلى حد كبير.

-بإعتقادي أن التحالف العربي حقق كثيرا من الأهداف لعل من أهمها: مساعدة الشعب اليمني في دعم الشرعية  وفي صد الإنقلابيين و مد الشرعية بالسلاح والمال وعمل على كسر قوة الإنقلابيين إلى حد كبير.والتثبيت النسبي لعمل الحكومة الشرعية،وإنهاء انتشاء الإيرانيبن الذين تفاخروا بعد الإنقلاب بأن صنعاء صارت العاصمة الرابعة التي تسقط في أيديهم،وكذا الحد-نسبيا- من تدفق السلاح الإيراني للإنقلابيين عبر المنافذ البرية والبحرية وعبر الجو، ولعل من الأهداف التي حققها التحالف العربي أيضا هي الجهود الدبلوماسية عبر مجلس الأمن  والمنظمات الدولية في استصدار القرار الأممي ٢٢١٦الذي أدان الإنقلاب وحدد العقوبات لصانعيه كالحوثي والمخلوع وقيادات أخرى، وأيد الشرعية في اليمن،كما لاننسى أن التحالف أوقف خطر التمدد الشيعي الإيراني الزاحف نحو الخليج، وكان للسعودية والإمارات جهود إنسانية لاتنكر في إغاثة بعض اليمنيين  في الغذاء والدواء وإعادة وتأهيل بعض مؤسسات الدولة وخاصة في المحافظات المحررة. رغم كل هذه الإيجابيات للتحالف العربي وكونه جهد بشري هناك بعض الجوانب التي  من الممكن تلافيها في قادم الأيام لعل من أهمها: المساعدة الكافية للمقاومة في بعض الجبهات كجبهة تعز ومدها بالآليات العسكرية المناسبة لصد سلاح العدو الثقيل،كما أن تحرير بعض المدن وتركها فريسة للعناصر الإرهابية التي يرعاها الإنقلابيون قد أثر سلبا على المواطن في تلك المحافظات، كما أن البطؤ في تحرير بعض المناطق الهامة كميناء المخاء مثلا قد أثر على جبهات المقاومة وجعل الإنقلابيبن يستفيدون من هذه المنافذ في تهريب السلاح والتعزيز منها لعناصره في عدد من الجبهات.

وإن كان بعض هذه الأمور تتحمل تبعات القصور فيها قيادة الشرعية اليمنية في الرئاسة والحكومة.

إن بقاء المكلا عاصمة حضرموت في يد عناصر القاعدة وداعش يؤثر سلبا على الإستقرار العام في اليمن لذا وجب بسط سلطة الدولة في هذه المناطق المهمة..

وأخيرا أقول ،تحية شكر وتقدير للتحالف العربي بقيادة الملك سلمان،فلقد كان  التحالف بلسما  شافيا لجرحٍ غائر في الجسد اليمني الذي يرنو للخروج قريبا من معضلاته القاصمة للظهور،و الخروج من هذه الغمة، والنفق المظلم.             

#شكرا_الحزم_والأمل 

مقالات الكاتب