فبراير ذكرى الذكريات

مواقف حفرت في ذاكرتي في ذكرى ثورة الشباب السلمية بعدن..ولعلي لا أنسى لحظاتها..كانت البداية يوم الثالث من فبراير وقد قررت أحزاب اللقاء المشترك القيام بتجمع حاشد  أمام ساحة العاب فن سيتي بكريتر..وتمت مواجهات بالمنع من الساعات الأولى للفجر وكان شباب الإصلاح هم السابقين لإعداد الترتيبات للفعاليات بينما عناصر الأمن السياسي قد حاولت منعهم من الوصول إلى الساحة ولكنهم عجزوا عن ذلك..وكان هناك إغلاق تام لجميع المديريات لمنع الوصول إلى الساحة بإشراف مباشر من مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية آنذاك. .وكان الشعار الذي رفع في الفعالية من قبل الجمهور الذي استطاع الوصول إلى ساحة الفعالية ( الشعب يريد تغيير الفساد ) ولكن عمليات المنع التي مورست جعلت الجمهور الغاضب ينطلق ولأول مرة في عدن بأصوات عالية (  الشعب يريد إسقاط النظام  ) ومالبثت الوقفة الاحتجاجية تنتهي من برنامجها حتى انطلق الثائرون الغاضبون بمسيرة حاشدة اتجهت نحو قلب مديرية كريتر وسارت في شارع أروى حتى عقبة كريتر وكانت أول توجيه للسلاح نحو متظاهرين سلميين في ذلك اليوم أصيب على أثرها أحد الثائرين

إلا أن الجماهير الغاضبة تجاوزت الحاجز الأمني وسارت في اتجاه شارع المعلا الرئيسي

لم يكن للجماهير الغاضبة هدف ينشدون السير نحوه لكنهم يريدون الخروج في شوارع عدن للتعبير عن رفضهم لاستمرار سياسة المخلوع صالح في تدمير مقدرات الشعب والبلد

ووصلت الجماهير الغاضبة إلى جولة حجيف حيث كانت تعتزم التوجه نحو مدينة التواهي

إلا أن حشود أمنية كبيرة بمصفحاتها ومسيلات دموعها ورصاصها الحي الذي وجه نحو المتظاهرين السلميين حال دون استمرار المسيرة وادى إلى اضطراب صفوف المتظاهرين فتفرق الجميع حرصا على السلامة وعادت الجماهير إلى مناطقها عازمة على الخروج مرة أخرى في فرصة قادمة...

خالد حيدان

( اليوم القادم من أيام الثورة 16 فبراير 2011 )

مقالات الكاتب