أشواك القنافذ وشظايا اللامبالاة...!
-1- العلاقة التي يجب أن تكون بين الجنوبيين والشرعية اليمنية -كأحد أطراف المعادلة السياسية باليمن- كالعلاقة القنافذ بعضها ببعض, وفقا لمنطق تحالف الضرورة ,أن لا تبتعد كثيراً عن بعضها حتى لا تفقد دفء بعضها في ظل صقيع قارس وعواصف عاتية, ولا تقترب كثيرا لبعضها تفادياً لوخز شوكها . فبين الإفراط والتفريط ثمة مساحة متاحة للتفكير والعمل.
فالقطيعة مع الشرعية اليمينة ومن خلفها بالطبع دول الخليج في هذا الوقت على الأقل سيكون خطأ قاتلا. وبالمقابل سيكون والانغماس بوسط مغرياتها وغوايتها غباءً ومهلكة سياسية ما بعدها مهلكة. فمغريات الشرعية اليمنية ومنها المال والمناصب أشبه بكأس مملوء بالعسل, والمتهافتون عليه كالخنافس والذُباب فإن انغمس فيه هذا الذباب وفقد سيطرته على شراهته ونهمه غُـرقَ ومات في قعر الكأس وتلاشى, وإن تناول مبتغاه من حافة الكأس بحذر وحيطة نجا وقضى منه وطره.!
-2- ينبغي على الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية بالعاصمة عدن وباقي المحافظات وهي تعمل على استعادة المرافق والمؤسسات الى حضن الدولة- ((مع أنني لا أعرف عن أي دولة نتحدث)) ان تنظر الى مطالب الجماعات المسلحة وبالذات التابعة للمقاومة الجنوبية تبعية صحيحة بعين كليلة ناصحة, ووعد وفعل صادقين, بعيدا عن التنصل عن أي تعهد أو إطلاق وعود صعبة التحقيق, فهناك الكثير من المطالب المشروعة لهذه العناصر بعضها ممكن التنفيذ. فضلا عن ضرورة بناء جسور من الثقة بين الطرفين. حيث أن عامل انعدام الثقة على ما يبدو هو الذي يذكي نيران الخلافات ويشعل جذوة التباينات الدامية ويتحول الى ثقبٍ أسوَد ,ويكون مترس مموه لمن يتقنصون القضية الجنوبية خلسة من خلف الحجب ومن وراء الستار للنيل منها. فعلى سبيل المثال, الأحداث الأخيرة الدامية التي حدثت بميناء المعلا كان جزء كبير منها وليد فقدان الثقة على خلفية نكث السلطات المحلية والأمنية لاتفاق كان قد أُبرم بين العناصر التي كانت تتمركز بمقر مبنى المحافظة لم تلتزم به- أو بمعظمه –السلطات بالعاصمة عدن- ملاحظة: هذه الرواية سمعتها من طرف واحد وهو المقاومة. فان صحت هذه الرواية فحـريٌ بالسلطات ان تتفادى وقوعها ثانية كي لا يصير الدرب أمامها ألغاما ومطبات وهي -أي السلطات- ومعها كل الجماهير في وضع مثخن بالصعاب ومتخم بالتحديات, وبالذات الأمنية.
-3- لا نعرف كم مرة يجب علينا تكرار التنبيه لجنود الحراسات والشباب المتطوع الذين يحرسون المؤسسات ومقرات القيادة ألا يجعلوا أنفسهم صيداً سهلاً بين مخالب نسور الإرهاب بتجمعاتهم الكبيرة بمواقع الحراسة والواجب وتكدس أعدادهم على شكل كتل بشرية يسيل لها لعاب التفخيخ والشظايا؟. فكم المفروض أن يموت من هؤلاء الشباب ومن مواطني هذه المدينة الموجوعة حتى يصحوا ومعهم قيادتهم من غفوتهم ويدركون كم هم ومعهم مواطنين أبرياء كُثر فرائسٌ سهلة وطرائد سمينة في متناول أيادي الإرهابيين الذين يهتفون متباهون زوراً وتضليلاً بعد كل جريمة: (إن لله جنودٌ من عسل)؟.
قفلة: (إن دام هذا السير يا مسعود لا جمل يبقى ولا قعود).