معاول الهدم ..!

اكتب وانا قد قطعت عهداً على نفسي اني اجمد قلمي فترة لالتقاط الانفاس والتأمل والتفرغ لمستجدات حصلت لي اشغلتني عن مواصلة عشقي وهو الكتابة وانتقاد كل السلبيات التي تحصل بهذا المحافظة والتي هي معشوقتي الابدية على الدوام .

ولكن مااستفزني واشعرني بالاشمئزاز هو الهجمات التي طالت المدراس بمحافظة والتي لم تقتصر على المدارس بل طالت حتى إدارات التربية بالمديريات كما حصل بمديرية الشيخ عثمان وماحصل لمدرسة الضياء بحي العيدروس بكريتر التي منذ انشائها (على يد المغفور محمد علي عثمان )وهي وقف مدرسي أي الغرض من بنائها هو مدرسة لكن معاول الهدم لم تستثنيها هي كذلك، وبقدرة قادر وبقرار خاطئ أصبح مصير اربعمائة طالب بمهب الريح واكثر من خمسون معلم بمهب الريح مع تهديد ووعيد من قبل مدير التربية باستقطاع رواتب المدرسين او توقيفها لعدم تنفيذهم لفرمان(السرايا ) تحويل مدرسة الى مجمع صحي ، وهو اجراء قانوني بتاتاً ولكن يبدو ان الاستاذ /الكدر سوف يكدر على المدرسين لإرضاء سادية البعض وربما انتقاما من أهالي الحي الذي قاوم ببسالة عندما طالت مغامرات ا لحوثي وصالح هذا الحي وابى ان يستسلم، لكن تم مكافئاتهم بما لا يرضي الاهالي الذين يحتجون بطريقة مدنية حضارية كم يعهدها وتربى عليها اهل الحي ومدينة عدن.

ولم تقتصر تلك السادية على المدرسة وطلابها ومعلميها بل طالت ارادة حي الساحل الذهبي بمديرية التواهي عندما اراد اهالي حي جولد مور اقامة مدرسة بمبنى مهجور طالته ايادي الفساد من سابق وحولته من معهد الى ملهى ليلي مورست الكثير والكثير وعندما اراد الاهالي وقف ما كان يجري سابقاً ومحاول البعض من اغتصاب احد المباني المهجورة قام الاهالي شاكرين بإقامة مدرسة للتعليم الاساسي لحماية ابنائهم من جهة وحماية المبنى قبل ان تطاله معاول الهدم ولكن يبدو ان الموجة السائدة هذا الايام هي الهجمة على التربية والتعليم حتى يتم هدم ما كانت تشتهر به عدن ومفاخرة ابنائها بانهم صفوة المجتمع لكن مايفرح القلب ان تلك المعاول اصطدمت بصخرة صماء اسمها "مدير تربية التواهي" الرجل الذي اظهر حنكة تربوية لم نعهدها من قبل فهو دعم اهالي المنطقة وتحمل التهديد والوعيد من مراكز القوى بالمحافظة ولم يهدد المدرسين كما عمل زميله (الكدر)بل زود المدرسة بما يمكنها من تسيير العملية التربوية لتخفيف العبء على مدراس المديرية ولم يتشبث بكرسي واصبح (انيس الحجر) حجر عثرة امام معاول الهدم والفساد.

 

اعلم اني قد اكون استخدمت مفردات قد ينظر اليها البعض بأنها كبيرة او مبالغ بها لكني لا امتلك اسلحة لوقف معاول الهدم الا من خلال الكلمة والقلم ولا يملك أبناءها من سلاح لإيقاف هذه التجاوزات الا الاحتجاج السلمي كون جميعنا من مدينة غلبت على ابناءها طابع المدنية وعرفت المدارس منذ ايام الاستعمار البغيض كما يدعون والذي بقصد او بدون قصد زرع البذرة الاولى في ارض طيبة فجاءت تلك المعاول لنزع ما زرعه المستعمر كما يحلو للبعض تسميته.

مقالات الكاتب