حضرموت: كيف نعيش بلا محافظ؟



ترى هل يعي محافظنا المقيم في السعودية معاناتنا؟ وهل استحر كرشه السامي وتعرّقت مشاعره كما نضجت جلودنا من الحر مئات المرات قبيل وبعد شهر رمضان الكريم؟

ترى هل عاشت أردافه المفداه بأرواحنا وأضلاعه المتخمة بالخير وكل جزيء في سمو جسمه قيظ الصيف؟

ترى هل انقطع عنه سماع نداء الحق من مئذنة الجامع بسبب نفاد الديزل؟ وهل فقد عزيزاً عليه بسبب موجة الحر التي تجتاح حضرموت كما اجتاحها تنظيم القاعدة مطلع ابريل المنصرم؟

ثلاثة أشهر في عمر الشعوب كبيرة وكانت كافية جداً لبرهنة سيدنا المحافظ على خطاباته الرنانة إلى واقع عملي يرسم الصورة الوردية التي طالما احتلم

بها جميع المراهقين السياسيين.

من أواخر العام2014م جاء القرار الرئاسي بتعيينه محافظاً لحضرموت من أمانة العاصمة, فأمضى يناير وفبراير ومارس من العام الحالي2015م متوثباً منفرداً فوق كرسي السلطة فلم يغير شيئاً من الواقع, لم يزح فاسداً من موقعه, لم ينصف مظلوماً من استعباد الظلمة في نقطة عسكرية أو نحوها.

لا شيء يذكر غير الخُطَب ومزيداً من الاستغراق في رسم الصورة الوردية التي لم يكن لها وجود غير في مخيلة المحافظ ومن حوله من المتمصلحين كأن يقارنه احدهم بمهاتير محمد باني نهضة ماليزيا لمجرد أن محافظنا طبيباً بشرياً مثله! متناسين جميع الفوارق والمفارقات الكامنة في المشهدين المكلاوي والماليزي.

والنكبة تجلت بعدها -كمكافأة نهاية الكارثة- بتسليم عاصمة حضرموت ومدن بالشريط الساحلي لتنظيم القاعدة, وليته أنهى خدماته كما نأمل لكنه تمادى في كوارثه ليستخلف مجلساً أهلياً ما أنزل به الدستور ولا القانون ولا العرف أي بيان! وليس بعد, يقر زيادة في سعر المشتقات النفطية قررها مجلسه الأهلي بمئات الملايين لتمويل نشاطاته وهو العاجز حتى عن تشغيل الكهرباء لأهلنا في الساحل المسلوب.

وما خفي كان أفظع فبالتوازي من كل تلك الكوارث يظهر السيد المحافظ ورهطه يرقصون على اليوتيوب مستمتعين ببرودة الجو وضوء الكهرباء بينما شعبه يقبع تحت نيران الحر ويكابد الظلامين, ظلام الكهرباء وظلام الأفكار التكفيرية الخارجة عن مقاصد الشرع الشريف وتعاليم الدين الحنيف.

أي شيء غير تلك "المناقب" سوى عجز المحافظ بعد هروبه عن ممارسة السلطة وفشله حتى في ردع لصوص النفط, ممن امتدحهم مراراً وتكراراً على صفحته الفيسبوكية, وعقب عجزه الفاضح لايزال يصر انه المحافظ في حين انه لم يحافظ على حضرموت بل فرط فيها أيما تفريط وأحل بأهله الحضارمة قوماً اسماهم أبناء حضرموت وحضرموت منهم براء.

لقد آن الأوان أكثر من أي وقت مضى أن نصرخ في وجهه بامتداد اذنيه الكريمتين لنستدعي شطراً مما قاله شاعرنا الخالد/حسين ابوبكر المحضار-رحمه الله- حين قال:

عادك الا صغـير

قـف عند حــدك