دول الخليج والرئيس هادي

الأحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة اليمنية تنذر بالخطر , وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن قوى النفوذ الشمالية بغالبيتها تقريباً سواءً أكانت حوثية أو مؤتمرية أو مستقلة تتعمد إرباك المشهد وإقلاق السكينة ومنع قيام أي دولة مدنية واتحادية، وكل هذه العراقيل مارستها وتمارسها وهي خلف الستار عادت اليوم إلى الواجهة لتمارسها بوضوح بعد أن منيت بسخط شعبي متنام في صنعاء وعمران ومأرب وتعز والبيضاء وجنوبي اليمن وغيرها من محافظات اليمن بسبب النكبات والمصائب التي عملت تلك القوى والمراكز على تجريعها شعب اليمن بأكمله من الشمال إلى الجنوب إلى الوسط والشرق والغرب ولم يسلم منه أهالي الجزر التابعة للخارطة اليمنية .

 

الحوثيون  من جهة وبني سنحان من العفافشة من جهة أخرى أصدقاء اليوم وأعداء الأمس هاهم اليوم يعودون إلى الساحة ليمارسون الطغيان والقتل والعنف والإرهاب من جديد تجمعهم المصالح الآنية والأحقاد على الوطن والشعب اليمني .

 

نهب ثروة الوطن والمال المدنس من إيران وإسرائيل هي القاسم المشترك الذي جمع بين قوتين باطشتين تحاربتا ستة حروب ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء صعدة , وقتل فيها حسين بدر الدين الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي وبأوامر مباشرة من المخلوع علي صالح رفيق درب عبدالملك الحوثي اليوم في حربهما على اليمن وشعبها لا سيما بعد أن خلعت ثورة الشباب علي صالح من الحياة السياسية وبروز قوات الحوثي كميليشيات مسلحة انقلبت على الشرعية الدستورية خارج نطاق القانون , وتحدت إرادة الشعب اليمني والإقليم والمجتمع الدولي , لدرجة أصبح معها المبعوث الدولي جمال بن عمر أشبه بالعنزة التي يقودها كل من الحوثي وعفاش أينما أرادا وأصبح بن عمر لا يقل إلا ما يمليان عليه وأساء هذا المقود بن عمر لسمعة المجتمع الدولي وشخص غير موثوق فيه لأن المقود سيقود الآخرين حتى .....

 

عز الله مقامكم مقابل أثمان باهظة يتلقاها هذا القواد الدولي من قوى النفوذ الشمالية اليمنية على حساب شعب بأكمله, هذا جمال بن عمر مطعون في أخلاقه وأمانته , وأصبح كبائعات الهوى لمن يدفع أكثر , أي حوار يتحدث عنه بعد صدور البند السابع على الخارجين عن القانون في اليمن كانوا أفراد أو ميليشيات مسلحة أو أحزاب .. بالعربي الفصيح " هل يستطيع أبن القوادة أن يحمي أعراض وحرمات الآخرين ؟ " كلا وألف لا  فلا حوار ينفع ولا بن عمر رح ينفع لحل مشاكل اليمن إلا في بيع الهوى  والكلام المعسول , ولا أستبعد أن يطلع عميل للاستخبارات الخارجية أو لإسرائيل , وليس مندوب للأمم المتحدة ومجلس الأمن سوى من الظاهر أما من الباطن فهو عار ومذلة وإمعه وتابع لا يصلح كقائد وإنما يصلح كقواد .. ويذكرني هذا الممسوخ بالأخضر الإبراهيمي مندوب الأمم المتحدة لحل النزاع بين الشمال والجنوب خلال أزمة حرب صيف 1994م وكان يقول الجنوب ودخول عدن خط أحمر , واستلم رشاو حينها بملايين الدولارات وباع الجنوب والجنوبيين لعفاش وشركائه في الحرب على الجنوب .

 

مع الأسف أن ما يجري في اليمن يندى له الجبين , شعب يقتل وينتهك وتنهب ثرواته وتعبث بأمنه واستقراره ميليشيات مسلحة حوثية وعفاشية وبدعم ايراني والعالم والإقليم يقف مكتف الأيدي من هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان ومواثيق العهد الدولي ..

 

للأشقاء في دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية هل ترضون بتوسع المد الايراني الشيعي ليشمل سائر اليمن شماله وجنوبه؟ .. التوسع الحوثي العفاشي من خلال التحالف بين المخلوع علي صالح وعبد الملك الحوثي هو القنبلة النووية الموقوتة للإطاحة بالنظام الملكي السعودي وأنظمة دول الخليج لأنه امتداد للدولة الصفوية الايرانية الفارسية التي تتذكر حضارة فارس وترى نفسها في مصاف دول العالم وتدعي بالخليج الفارسي ..  

 

فهل سينتظر الأشقاء في الخليج حتى يسيطر الصفويون القادمون من فارس على شمال اليمن وجنوبه وباب المندب وخليج عدن ليخنقون السعودية ودول الخليج ؟ أم ان من الأفضل الإسراع باتخاذ التدابير والإجراءات العاجلة لوقف هذا التوسع الشيعي الطائفي القادم من شمال اليمن لجنوبه في مراحل خططه الأولى لتكون وجهته في مراحله القادمة نحو شمال الشمال اليمني باتجاه السعودية ودول الخليج والشام لحمل الرسالة الربانية إلى العالم أجمع كما يدعي الحوثيون وشيع إيران ؟

 

البداية تتطلب موقفاً شجاع في الجامعة العربية للضغط على الميليشيات الحوثية العفاشية بوقف عبثها في اليمن أو الاتجاه للجنوب علماً بأن الجنوب سيكون مقبرة لتلك الميليشيات الإرهابية بشرط تقديم الدعم العسكري واللوجستي والمادي للرئيس هادي كرئيس شرعي لليمن لا سيما بعد أن استعاد أنفاسه وتمكن من تثبيت الأمن والاستقرار في عدن ومناطق الجنوب ودعمه بمختلف أنواع السلاح والطيران وغيرها من الدعم في مجلس الأمن الدولي بعد إقناع دول الجامعة العربية بالضغط بتبني قرارات دولية تدعم الرئيس هادي وتوقف عدوان وعبث تلك الميليشيا التي تعبت باليمن وأمنه واستقراره وتنوي العبث بأمن الخليج والجزيرة في فصول قادمة , وأن تطلب الأمر إعلان الدعم للرئيس هادي بالواضح كما تعلن إيران دعمها للحوثي برحلات الطيران التي ظاهرها أدوية وباطنها أسلحة دمار شامل وكل ما له صلة بوأد الحياة الإنسانية .

 

استقرار الأوضاع في السعودية ودول الخليج مرتبط بدعم الرئيس هادي واستقرار الأوضاع في جنوب اليمن بعيداً عن الوجود الحوثي العفاشي المدعوم من إيران .. دعم الرئيس هادي لتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن والأقاليم المستقلة عن السيطرة الحوثية .. الدعم بالأفعال وليس بالأقوال والتصريحات الإعلامية .

 

ولمجلس الأمن الدولي وقواده الامعه جمال بنعمر نقول أن المخلوع صالح هو الداعم الأول للإرهاب وما يحدث من سقوط معسكرات بكاملها ومحافظات بكاملها بيد القاعدة هو المسئول الأول عنها , وأنتم لا أظن إنكم تسعون لمحاربة الإرهاب ,بل أنتم كمجلس أمن راضون كل الرضى عما يحدث من إرهاب وأعمال عنف وقتل في العراق وسوريا واليمن وليبيا , لأنكم لا تنصفون مظلوماً ,ولكن تقفون مع كل من له صلة بالبطش والعنف والقتل والإرهاب .

 

ويا جمال بن عمر ( كرتك احترق ) لأن وجودك كعدمك وأبعد لك من حوار تكون فيه كأنك قواد ومنقاد بيد الحوثي أو عفاش قف مع الحق والرئيس هادي هو من يستحق إن تقف لجانبه فمتى تفهمها يا بنعمر ؟

 

مقالات الكاتب