عمليات جراحية وتعقيمية ناجحة اجراها الرئيس هادي بعناية استعدادا لاستقبال المولود الجديد .. الاسم !

اليمن يشهد مخاض عسر لميلاد الدولة المدنية الحديثة التي تعثرت عقودا من الزمن - ميلاد جمهورية اليمن الاتحادي - التي ولدت من رحم معاناة الشعب اليمني , بعد ان تم تطهير وتعقيم الارض والوطن من دنس وجراثيم مراكز النفوذ والقوى التقليدية التي وقفت حجرة عثرة امام مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة منذ عقودا من الزمن , حتى جاء الوعد الصادق مع ثورة 2011م  والذي توج في 21فبراير 2012م بإنتخاب عبدربه منصور هادي ربانا ماهرا وقائدا وطنيا فذا ولد من رحم معاناة وطن وشعب ليكون رئيسا لليمن في ظروف عصيبة لم يكن ليقبل بهذه المهمة الصعبة لولا انها فرضت عليه وبعد ان وجد نفسه امام خيارين اما القبول بها لانقاذ وطن تتلاطمه الامواج والازمات السياسية والتجاذبات الاقليمية والدولية واما سقوط البلاد في مستنقع الفوضى والعنف و الحروب الاهلية .

 

ودفع ولازال يدفع الرئيس عبدربه منصور هادي ثمن ضعف الضعفاء وحقد المتربصين الذين فقدوا مصالحهم واصبحوا جزءا من الماضي التعيس الذي عاشه الشعب اليمني على مدى عقودا من الزمن .

 

فتارة يضعون العراقيل في طريقه ويفتعلون الازمات والصراعات , وتارة يصبون جام غضبهم وحقدهم عليه بحملاتهم

الاعلامية الممنهجة , بهدف افشاله والتشويش على الانجازات والنجاحات السياسية التي حققها خلال الاعوام الثالثة الماضية من توليه الحكم , ولعل ابرزها انقاذ اليمن من الغرق عقب احداث ثورة 2011م , والحفاظ على ماتبقى من دولة هشة وضعيفة غارقة في وحل الارهاب وفوضى وفساد مراكز النفوذ القبلية والعسكرية والحزبية .

 

ورعايته لمؤتمر الحوار الوطني و تنفيذ مخرجاته ومقراراته وصولا لانجاز مسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد .. الذي كان يمثل حلما لليمنيين ولشباب اليمن الذين خرجوا في ثورة 11فبراير 2011م من اجل التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة .

وتلك الفترة من من فبراير  2012م حتى العام الحالي 2015م كانت محفوفة بالتحديات والمخاطر كادت تدخل البلاد في اتون حروب طائفية طاحنة , وعمل على تجنيب الوطن تلك الحرب التي كانت تدق طبولها مراكز وقوى النفوذ التي فقدت مصالحها وكانت تحلم من خلال الحرب للعودة الى ماقبل 2011م , ولكن الرئيس هادي سحب البساط من تحتها

ورفض الزج بالقوات المسلحة والامن في تلك الحروب العبثية التي اطفأها الله ونزع فتيلها الرئيس هادي رغم ضغوط تلك القوى التي كانت تطالبه باقحام الجيش في حروبها .

 

 

ورافق تلك الفترة عمليات جراحية ناعمة قام بها الرئيس هادي لتفتيت مراكز وقوى النفوذ القبلية والعسكرية والحزبية لايمانه وادراكه العميق بأن مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة التي يحمل لوائها لا ولن تتحقق في ظل وجود وبقاء تلك المراكز والقوى التقليدية , لانها هي من اعاقت بناء دولة مدنية في اليمن خلال فترة تولي النظام السابق والتي كانت شريكا هاما وفاعلا فيه طيلة العقود الثلاثة الماضية مهما تظاهرت بميولها للمدنية ورفعت شعار التغيير الذي سقط مع ركوبها موجة ثورة 11فبراير 2011م الشبابية و خطفها لحلم شباب التغيير من خلال استيعابها لمن ثار عليهم شباب 2011م من مراكز نفوذ عسكرية وقبلية , فسقطت مشاريع تلك القوى امام الهبة الشعبية الكبيرة التي خرجت لتصحيح مسار الثورة الشعبية واطاحت بتلك القوى المتسلطة واسقطت مشاريعها الصغيرة واعادت الثورة لاصحابها في 2014م , وظهرت قوى صاعدة وشكلت واقعا وخارطة سياسية جديدة ممثلة بـ (انصارالله) الذين قلبوا الموازين وغيروا المعادلة وقضوا على ماتبقى من مراكز نفوذ قبلية وعسكرية وسحقوا البرجوازية وانتصروا للسواد الاعظم , خلافا لماقام به الاخوان المسلمين في ثورة 2011م التي اختطفوها من الشباب وانتصروا لمراكز النفوذ على حساب الغالبية العظمى من الشعب .

 

وجماعة (انصارالله) اليوم على المحك وهي امام اختبار صعب , وعليها ان تثبت مصداقية الاهداف والشعارات التي رفعتها في القضاء على رؤس ومراكز الفساد والنفوذ و بناء الدولة المدنية الحديثة , والتي لا ولن تتأتي الا بإحترام الدولة ومؤسساتها الدستورية المختلفة وتقف جنبا الى جنب مع الاصطفاف الوطني المساند والداعم  لفخامة الاخ/ عبدربه منصورهادي رئيس الجمهورية في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة والاستعداد للتضحية من اجل سلامة المولود الوطني الجديد الذي يمر بمخاض عسير ويوشك على الولادة و المتمثل في الدستور والدولة الاتحادية الجديدة .

 

ومن خلال اطلالة سريعة على اهم بنود مسودة الدستور نجد بأنها تمثل انتصارا كبيرا لكل اليمنيين التواقون لدولة مدنية حديثة لانها تؤسس لبناء يمن اتحادي مدني جديد تسوده العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والشراكة المجتمعية في السلطة والثروة وادارة شؤن البلاد .

مقالات الكاتب