طريق ثالث
أَرَدْنَا الِانْفِصَالَ بِخَيرِ وَجْهٍ
فَلَاحَ لِيَ انْفِصالاً كارِثِيَّا
يَحُومُ علَى الْجَنُوبِ الْآنَ شَرّاً
تُبَيِّنُهُ الْمَلامِحُ داعِشِيَّا
يَحُزُّ رُؤُوسَ أهْلِ الرَّأْي حَزَّاً
على سُنَنِ الْخَوَارِجِ، أَزْرَقِيَّا*
أراهُ كما أراكُمُ، دُونَ رَأْسٍ
وأقْرَأُ ظاهِراً عنكُمْ خَفِيَّا!
وما كُشِفَتْ لِعَينِي الْحُجْبُ وَهْمَاً
ولم أخْلُصْ بِعَرَّافٍ نَجِيَّا
على أنِّي تَرَكْتُ هَوَايَ قَصْدَاً
وَجَنَّبْتُ الْعَوَاطِفَ أَصْغَرَيَّا
فَصَرَّحَتِ الدَّلائِلُ عن جَنوبٍ
يُنَاقِضُ ما أرَدْناهُ سَوِيَّا
يُكَفِّرُ مَنْ يُفَكِّرُ فِي اخْتِلافٍ
ويَذْبَحُهُ -غَدَاةَ غَدٍ- شَقِيَّا..
أَخِي: لا بُدَّ مِنْ دَرْبٍ رَشِيدٍ
سوى الشَّرَّينِ، يَسْتَهْدي الْغَوِيَّا
عَرَفْنا الوحدةَ الشَّنعاءِ شَرَّاً
وشَرُّ فِكاكِها أَمْسَى جَلِيَّا
وبينَ الْمَنْزِلَينِ الرُّشْدُ؛ لَكِنْ
جُمُوحُ أحِبَّتِي اسْتَعْصَى عَلَيَّا
فقُلْ ما شِئْتَ فِيَّ الْيَومَ ذَمَّاً
سَتَذْكُرُني غَدَاً، ما دُمْتَ حَيَّا!
عدن، 29أكتوبر2014
*(الأزارقة) غُلاة الخوارج وأشدهم فتكاً بمخالفيهم واستباحة لهم.