واخيرا ترجل شيخ الصبيحة

بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء لبى  شيخ مشايخ الصبيحة  نداء ربه لتبدأ بعد موته ذكرى عطرة تتحدث عن نفسها من خلال أعماله الجليلة التي قدمها لوطنه وأمته وقبيلته وحزنت قبائل الصبيحة حزن عميق واكتسى السواد على مناطقها وقراها المتناثرة من حدود ماوية حتى باب المندب بوفاة القامة والهامة النضالية والاجتماعية الشيخ عبد القوي محمد شاهر ورغم ان الموت حق وينتقي الكرام وكلنا راحلون وقد رحل سيد الأولين والآخرين سيدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة  الا ان  موت شيخ الصبيحة خسارة في وقت وزمن نحن بحاجته  لمواصلة لم الشمل وجمع الكلمة.


يمتلك شيخ الصبيحة تاريخ نضالي قديما وحديث ومرت به منعطفات خطيرة كادت ان تقضي عليه لولا لطف الله وحكمته  وحنكته وتجربته في التعامل معها وتجاوزها مترجلا شامخا حتى اتت ساعة الرحيل بعد 78عام حافلة بالعطاء والبذل والحب والفصل في النزاعات والخصومات والاصلاح الاجتماعي حتى اتى موعد الموت حيث  ترجـل الفـــارس عبدالقوي شاهر  ورحل عن فرســه مغادرا هذه الدنيا وكـــافة مغرياتهـــا مترجلا عن فرسه ليقابل ربه رب السماوات والأرض الغفور الرحيم  ورحل عن هذه الدنيا الفانية بدون سابــق انذار ... الدنيـــا التي لم يطمع فيها بشئ ســوى رضى ربه ولقاء وجهه الكريـم وهو راض عنه كل الرضى الرحمن الرحيم فعسى ربي ان يرحمه ويدخله جناته جنات النعيم مع الأنبياء والصديـقين وحسن أولئك رفيقا ..  

 

ولأن الموت وجه آخر للحياة، شاءت الأقدار أن يترجل فارس عن صهوة الحياة لحياة أكثر كرامة بإذن الله و مات شيخ مشايخ الصبيحة بعد مرض عضال اقعده فراش المرض في العاصمة المصرية القاهرة ولفظ انفاسه في  صمت وكما يحب أن يعيش حياته بعيدا عن الصخب والأضواء ترجل الفارس عن صهوة جواده  مفضلا أن يعيش لأسرته مقدما مصلحة الغير على مصلحة الأنا مطبقا لكثير من الافكار  التي قرأها وتشربها وهام بها فلم ، لم يكن في قاموس حياته ولا أجندتها أهم من وطنه واهله ، لذلك صال وجال يحمل في روحه قضايا تهم الصبيحة كأرض وقبيلة وشعب بسيط يعيش عيشة بسيطة فإن نام جسده لم تنم روحه فقد عاش شجاعا بكل معاني الشجاعة  كريماً شريفاً ومات رجلاً  تارك خلفه تاريخ وسمعة طيبة  فهل بعد ذلك من انتصار فقد كان رجلا يمثل الحكمة والعقلانية والفطرة السليمة، وكان يمثل صوت الحق الذي لا يتردد في قول الحقيقة، ووضع النقاط على الحروف بلغة صريحة في أحلك الأزمات عبر سجله السياسي والإنساني والحضاري الحافل، وكانت آراؤه ومواقفه تتسم بالحكمة وسداد الرأي والبصيرة الثاقبة القادرة على قراءة الواقع السياسي القائم على القراءة الصحيحة.

 

ظلت علاقتي به كاب ووالد وشيخ وكانت تجمعنا جلسات المقيل ونقاشات جميلة وكان دائما ما يستفسرني عن تداولات الاعلام ونصائحه التي وجهت لي بضرورة رسم ونقل ونشر الواقع القاسي للجباه السمراء في فيافي ووديان وقرى الصبيحة واختلفت معه سياسيا مرات في الحملات الانتخابية لكن رغم  خلافنا ظل بيننا التوصل والاتصال حتى قبل اشهر حيث سلمت لي مهمة التواصل معه ضمن ترتيبات ان يلتقي بالرئيس عبدربه منصور هادي في رمضان الماضي  الا ان وضعه الصحي ازداد سوء وتدهور واعتذر كون حالته الصحية تتطلب منه الاسترخاء الدائم وعدم الانشغال باي امور سياسية واجتماعية وعاد لاستكمال علاجه الذي اقعده الفراش الاشهر الاخيرة حتى فارق الحياة وجاء النبآء الصاعق والمفجع  رحمه الله رحمة واسعه  واللهم  اننا نشهدك اننا احببنا شيخنا وكان هو الوالد والقائد لنا وقد رحل اليوم عنا.
فنسألك يا رحمان ان توسع عليه قبره وتثبته وترحمه وترزقه جنتك

مقالات الكاتب