صلاح السقلدي:أنا متمرد وخارج عن القانون...!
(الحراك المسلح الخارج عن القانون التابع لعلي سالم البيض والمدعوم من إيران ينفذ عصيانا مدني في عدن والجنوب....). هكذا أو بمعناه, وصف مراسل يمني يعمل لصحيفة (عكاظ) السعودية من صنعاء الحراك الجنوبي السلمي بعد 24ساعة فقط من إعدام القوات الأمنية اليمنية المهندس /خالد محمود الجنيدي.!!
هذا المراسل ما هو إلا نموذجا لــ(كثير) من مراسلي الصحف والقنوات الفضائية العربية الأجنبية في صنعاء الذين أقل ما يمكن وصفهم بانهم فاقدي أمانة مهنية ومهنة الإعلام, ناهيك عن فقدانهم لأمانة نقل الخبر التي تعد خُـلقٌ جليل من أخلاق الإنسانية، وأساس من أسسها. وباعتبار أن الإعلام -والصحافة على وجه الخصوص- لا تزال آية هذا الزمان فهي عملا أخلاقيا في الأول والأخير.
فليست هذه هي المرة الأولى التي يتعمد فيها هذا المراسل الإساءة للجنوبيين ولثورتهم السلمية وتزييفه وقلبه للحقائق وجعله من الضحية جاني ومن الجاني ضحية لمصلحة حزبية جهوية سقيمة,( فما آفة الأخبار إلا رواتها).!
أن يعض كلب إنساناً فهذا حدث عابر، أما أن يعض إنسان كلباً فهذا سبق صحفي.! ففي الوقت الذي كان يطغى خبر إعدام المهندس الجنيدي على كثير من وسائل الإعلام بالداخل والخارج تعمد هذا المراسل وبصورة مخزية وفجة لم يسيء فقط لنفسه ويميط اللثام عن وجهه الحزبي والمناطقي المقيت بل أساء لمصداقية الصحيفة الموقرة وهو يغفل جريمة وحدث بحجم خبر جريمة إعدام المهندس الجنيدي الذي هيمن -أي الخبر -على جُـل وسائل الإعلام ليس فقط بالداخل بل الإعلام العربية والأجنبية وهي تتعاطى مع احداث دامية وقتل وبطش في عدن طيلة يومي الأثنين والثلاثاء الماضيين, وذهب هذا المراسل بدلا ذلك ان ينقل الخبر بتجرد وبمهنية وحيادية الى توزيع تهمه وأكاذيبه يُـمنة ويُـسرة في تقريره الصحفي البائس في صحيفة عكاظ.
وهو ومن يقفون خلفه يعرفون حق المعرفة ان تهمة الحراك المسلح كذبة يلوكها هو ومن أمثاله من مراسلي الشؤم والتضليل في صنعاء. فلو كان الحراك الجنوبي حراكا وثورة مسلحة لم تجرأ هذا المراسل ان ينبس ببنت شفة بهذه الترهات وهو يعرف انه سيزور عدن او حضرموت بأي وقت يشاء. ولو كان الحراك الجنوبي يتلقى دعما من إيران كما يزعم لكانت دولة الجنوب استعيدت وسقطت كل محافظات الجنوب بيد الحراك المسلح المزعوم مثلما سقطت صعدة وعمران وصنعاء وغيرها من محافظات الشمال بيد حمران العيون الذين يعرفهم جيدا هذا المراسل وغيرهم من مراسلي الشؤم وترتعد فرائصهم منهم بمجرد نحنحة واحدة من جبال مـرّان عبر قناة المسيرة . ولو كان الحراك الجنوبي مسلحا ويتلقى الأموال حقا لما تجرأ بضعة عساكر بائسين على اختطاف وقتل المتظاهرين العُـزّل بدمٍ بارد في عدن ولحج وأبين وحضرموت وشبوة. ولوكان الحراك الجنوبي مسلحا لما تجرأت عصبة اللصوص و(الحرمية) من نهب الشجر والحجر بالجنوب. ولو كان الحراك الجنوبي مسلحا لما تجاسر عسس الفجر من اقتحام المنازل واقتياد النشطاء الى ظلمات السجون.
ثم أي قانون تمرد عليه الجنوبيون وخرجوا عنه الذي يتحدث عنه هذا الكذوب المزيف؟؟. فان كان يقصد به قانون القوة وقانون النهب وقانون الاحتلال وقانون القتل والتكفير والظلم والاقصاء والتمييز وقانون (هزمناكم )وقانون الاصل والفرع والتابع والمتبوع, فنعم وألف نعم فالجنوب متمردا وخارجا عنه, وكاتب هذه السطور أول المتمردين والخارجين عن هذا القانون المتشيطن أصحابه وواضعوه.
بقي ان نكرر القول ان حديثنا عن هذا المراسل هو حديثا عن حالة التشهير والتضليل التي تمارسها وزارة الإعلام اليمينة منذ سنوات ضد الجنوب من خلال تعمد اختيارها لمثل هؤلاء المراسلين خائني الأمانة الإعلامية وشرف المهنة ,وما أكثرهم.