مابين صناعة الأصنام وصناعة الأعداء
الذي يتأمل إلى المشهد السياسي اليوم خاصة في الجنوب يرى أن هناك تطرف في توصيف رموز العمل السياسي ما بين الوصف الملائكي لبعض الساسة الذين ربما انهم أخطأوا سواءا بحسن نية أو بسوء نية ووضعهم في مرتبة الذين لا يخطئون وأنهم من يعول عليهم قيادة الجماهير إلى تحقيق الأهداف المرجوة واعطائهم فرصة التجربة للمرة الألف .
وهناك توصيف آخر يشيطنهم وانهم بلاء الامة وسبب نكباتها ويتوعدونهم بالمحاكمة والأبعاد عن العمل السياسي ولا يقبلون لهم حسنة واحدة ولا يعترفون لهم بفضل ولا جميل .
اقول ان التطرف في التعامل مع وطن يحتاج الى قلوب كبيرة بحجم الوطن تجمع الناس على هدف واحد وتقبل بالتنوع الفكري الايديولوجي والسياسي والثقافي وتجعل منه ميدان للتنافس البرامجي وليس الشخصي .
يجب أن نعي أن الشياطين شر محض وان الملائكة خير محض وهاتين الصفتين ليستا من صفات البشر .. لأن البشر فيهم الخير وفيهم الشر ... والأصل ان نتعاون على الخير لكي لا يقع الوطن مرة أخرى ضحية أخطاء الساسة والصراعات التي عانى منها على مدى ستة عقود ولا زال يعاني منها إلى اليوم ونحن كأننا لم نعاني من تلك الاخطاءات القاتلة .
إذن الأوطان ملك جميع أبنائها دون استثناء وكل أقطاب العمل السياسي بحاجة الى عمل مراجعات لتقييم الأخطاء والعمل على عدم خلق الفرص لعودتها والتمترس ورائها.
الأوطان بحاجة الى كل أبنائها ليبنوها ولا يقدسون أحد فوقها ولا يصنعون اصنامهم بأيديهم حتى إذا ما جاعوا أكلوها .