عدن حاضرة الجنوب
عدن حاضرة الجنوب ، حارسة المحيط خزانة الدرر، عبير العراقة والتاريخ . هدات حروبك ولم يهدا محبوك، لا زالت ساحاتك تنبض حرية وتتنشق عبيرها وتتجرع جرعات الأمل ،لا زالت القلوب تتناصر تتفاهم على خطى نبض البطولة والكرامة ،لا زالت الأيدي متشابكة تعمل بقبضة رجل واحد للبدء ببناء اصرحة النصر ،لا زالت العيون شاخصة تنتظر انبلاج الصبح المشرق من تضحيات وشهادة.
عدن لؤلؤة الجنوب ، حا ضنة الأحرار ، صانعة الأبطال وصنيعتهم ، استجديك مواصلة المسيرة بدون التطلع الى أصحاب الفتن ، الى المتربصين بك ليمنعوا عنك الانجازات ، لا تكترثي للمتصيدين بالماء العكر فهم يريدون تغير مسار افترائهم عليك ليستمر درب العذاب والاشواك والضياع وليغسلوا ايديهم من دمائك وآهاتك واوجاعك بإسم الدين مره باسم الأخوة اخرى باسم الانسانية تاره بعد ان أذا قوك مرا" وعلقما" لسنوات وسنوات . استجديك ان تمدي يدك للبناء وليس للحرب ان تمدي يدك لتوقفيهم عند حدهم وان تضعي الصيغ والحلول والتفاهمات لصنع وتجسيد الأحلام ، وان تمدي يدك لكتابة تاريخ مشرق بكل هدوء وبدون استفزاز ، استجديك أن تكوني القدوة في التخاطب وإحترام الراي والراي الآخر وتشكيل الاختلاط الراقي على اساس الحقوق والواجبات، استجديك أن تنجحي في التحاور مع من مد يده اليك واثقا" من نواياه الصادقه تجاهك ، بأن تمدي له يدا" واثقة قوية في موقفها وتطلعاتها وحسن نيتها وعمق تجربتها لتنحي عنك الكاس المر والشراك السامه التي يريدون ايقاعك فيها ، ارجوك الا تستجيبي لدعواتهم فبعد ان دفعت الثمن غاليا" جراء اعتدائهم على الحجر والبشر والنفوس ، ووقفتي شامخه عزيزه مكرمه، لا تسمحي لهم بأن يستدرجوك لدفع ثمن اغلى واحقر ، بان تتوشح تضحياتك بتاريخ اسود مظلم تحكمه الغريزة والعصبية القاتله .
عدن درة الجنوب العربي استمحيك عذرا" فليس الان وقت النصائح ولم تنزعي عنك بعد شاراتك السود ولم تتنفسي الصعداء ولكن في قلبي آمال وامان ما استطاع القلم ايرادها،آمال بأن تثمر معاناتك حرية وحقوقا" كانا مسلوبين ومغتصبين، آمان ان تلمي أبنائك وتأويهم في ظل حكم عادل حكيم يراعي مساواة واحتراما" لكل مكونات شعبك التواق للبناء والحياة ، وان يعيد بناء جنات تكلم عنها كتاب عزيز جنات تروي ظمأ القلب والعين والأذن والنفس .
عدن اتوجه اليك بمشاعر صادقه ومن خلالك اتوجه الى كل الجنوب العربي الذي عانا ما عانا من ظلم ذوي القربى،انظري من حولك فكل شقيقاتك العواصم والحواضر التي تعاني اليوم وتتخبط في مخاض عسير لا تعرف نهايته ومدى زمانه ونتائجه، عفوك ان كنت لا تشعرين بما اتوجه به اليك الى كل فرد مناضل صادق فليس لأنك لا تشعرين بل لأنهم خدروك وحيروك ، ارجوك إنهضي معافاة سليمة الرؤيا والرؤى لتزهر ايامك وأيام الجنوب العربي .
* (كاتبة لبنانية)