«الحزن الاشتراكي اليمني»!!
الملاحظ أن الكثير من كوادر الحزب الاشتراكي اليمني، تلتقي مع الحوثيين، حول العديد من القضايا.
قد يبدو هذا مفهوما، بالنظر إلى الدوافع الناجمة عن اعتمالات المشهد في الساحة الوطنية، منذ بداية الثورة الشبابية السلمية، وبخاصة، منذ التوقيع على المبادرة الخليجية.
وما هو غير مفهوم، هو ما إذا كانت قيادة الحزب تعلم بذلك.. وما إذا كان هذا التفاهم، أو التقارب، حول العديد من القضايا والمواقف، يتم وفق قرارات، أو سياسات، من قيادة الحزب..أم انه أمر متروك لانفعالات الأعضاء.
فمواقف إي حزب، على مستوى القيادة أو القواعد، لا فرق.
ينبغي خاصة في مراحل التحولات المفصلية، التي تشهد حدة عالية في الاستقطاب، أن تنتظم وفق سياسة منهجية، للحزب، وألا تترك لأهواء وأمزجة وانفعالات، واجتهادات فردية لأعضائه. وبدون إي تحفظات بشأن الأحجام أو الإقدام، على ذلك التلاق أو التقارب مع الحوثيين، باعتبار أن ذلك أمر يخص الحزب، ولا يعنينا إلا من حيث انعكاساته على مجمل المشهد السياسي في البلد،وعلى خارطة التحالفات بين مختلف القوى في الساحة الوطنية.
وأيا كان الحال فان السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: إذا كان الحوثيون يتقاربون مع علي صالح وعائلته إلى حد التحالف حسبما يلاحظ بعض المراقبين..وكان الاشتراكيون يتقاربون، كأعضاء، مع الحوثيين كما يلاحظ، فهل نشهد تقاربا ما، في قادم الأيام بين هؤلاء وعلي صالح وبقاياه، على نحو ينتهي بهم، في حضن الخصم الذي ثاروا عليه، حسب تعبير الدكتور ياسين؟
هذا تحديدا، ما يبدو مثار خشية جدية باعتبار مؤسسية الحزب الاشتراكي أساسا. فقد سؤلت مرة، عما إذا كان في اليمن إي نوع من المؤسسات فأجبت، انه في ماعدا مؤسسة الثأر، الضاربة الجذور، فما من مؤسسات أخرى فعلية، سوى الحزب الاشتراكي، كمنظمة سياسية، ومجموعة هائل سعيد انعم، كشركة تجارية..ولا اعتبارات،لا يتسع المقام لذكرها هنا.
ولذلك وبما هو مؤسسة أساسا، فبقدر غياب الحزب الاشتراكي، يتسع الحزن في الوطن، إذ لا يمكن للسياسة الوطنية أن تتعافى مما علق بها، إلا إذا استعاد الحزب الاشتراكي عافيته.والى ذلك الحين سيظل الحزن، اشتراكيا معمما.