لمن كان يؤمن بالله والوطن والوحدة والسلام !
أعتقد إن المبادرة التي رعاها الأخ الرئيس / عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية وأعلنت خلال الاجتماع الموسع في القاعة الكبرى في القصر الجمهوري صباح هذا الثلاثاء .
لتجاوزهذه الأزمة الجديدة ، والحالة الراهنة بكل تداعياتها ومباشرة تنفيذ الاستحقاقات القادمة والمحددة ضمن برنامج مزمّن ،قد وضعت النقاط على الحروف ولم يعد هناك أي مجال لرفضها أو الدعوةللمسيرات والمظاهرات وتصعيد الوضع من قِبل أي طرف والحكم عليها بصورة مسبّقة.
نقولها لله وللتاريخ : من كان يؤمن بهذا الوطن فاليبارك هذه المبادرة ، ومن كان يؤمن بقيم السلام والخير والتعاييش فاليبارك هذه المبادرة ، ومن كان يؤمن بحرمة دماء الناس فاليبارك هذه المبادرة ، ومن كان يؤمن بوحدة اليمن وأحلام اليمنيين وتطلعاتهم وحقهم في العيش وبناء مستقبلهم فاليبارك هذه المبادرة ، ومن كان يحمل ذرة إنصاف وبعضا من العقل فاليبارك هذه المبادرة، ومن كان يؤمن بشيء اسمه الصدق والنُّبل في الاختلافات ، وبالشهامة والمرؤة والنخوة، فاليبارك هذه المبادرة ،ويعجّل بالانضمام لها والإنتصار للحكمة واحترام مؤيديه في الساحات ومداخل صنعاء،وغيرهم .
تقريبا لم يعد هناك أي مبرر لرفض ما تقدمت به اللجنة الرئاسية الوطنية من مشروع متقدم لحلحلة ، هذه المشكلة والبدء باخراج البلد من تراكمات الماضي وتداعيات الراهن .
طيب مش طلبتم وطلبنا كلنا تغير هذه الحكومة الفاشلة واستبدالها بحكومة تكنواقراط يتوافق عليها الجميع .
ومش طلبتم إعادة النظر في رفع الدعم عن المشتقات النفطية وهاهم قبلوا هذا الأمر وخفضوا ،
ومش طلبتم بتشكل مجلس خبراء يعمل على معرفة ما يدور في ماليةالبلاد وما يدخل لها من إيرادت
وما يخرج من مصروفات الحكومة وها هم وافقوا عليه .
ومش طالبتم وطالبنا بتحييد الإعلام الرسمي وها هم وافقوا على القيام بذلك ، ومش طالبتم بالشراكة الوطنية وفي القرار والوظيفة العامة ،وغيرها بكثير من النقاط ها هي وافقت عليها مؤخرا اللجنة الرئاسية .
يا جماعة البلد لا تتحمل المزيد من التشنجات والمزايدات والعداوة والمكابرة الزائدة عن حاجة البلد وطاقته
في التعامل معها وتحمّل حمضياتها ومرارتها التي تنغّص في حالة كهذه عيشة الناس وتكدّر صفوهم وتدفع في إتجاه توسيع بقع الزيت .
. والبلد لا ينقصها يا بني يمني، ساحات صراع جديدة ومتارس جديدة وخرائب جديدة ومغامرات جديدة .
نرجو أن يحتكم الجميع لصوت العقل وفضيلة التواضع ، ويعدل كل مسكون بفكرة الحقيقة المطلقة والنّصر المحتّم، عن هذه التخديرة، ويجنح للحل ، ويصرف النظر تماما عن نواياه المبيتة في كهربة الأوضاع وإستدعاء خرائط القتال وخطط الحرب. وخطابات التحريض ،سواء ضد الحكومة الحالية.أو الأحزاب والقوى الأخرى نقولها بالفم المليان: لقد قطعت المبادرة كل المبررات والأعذار وحققت ، تقريبا ، كل المطالب التي طالب بها الناس ، لتضع الجميع إجباريا وليس اختياريا ، أمام مسؤلية تاريخية. ومن شذ عنها فقد ،شذّ في النار، وخرج عن الاجماع الوطني وإرادة اليمنيين ، وتحدّى عقول الناس وبالغ في الإستهتار بوعي الامة.
نحن لسنا ضد "جماعة الحوثيين " أبدا ،ولا نختلف معهم عقائديا، ولا حتّى سياسيا، ولكننا ،في الأول والأخير مع وطننا ومع الحق ومع كل ما من شأنه تجنيب بلدنا فظائع ووييلات الاحترابات والصراعات ، ومع كل ما من شأنه يحفظ لأطفالنا براءتهم وإبتساماتهم ويكفّ عنهم رعب الإنفجارات وروائح الدماء الحرائق وأوبئة الصراع .