الطاعنون في الظهر

المعركة الفاصلة المرتقبة مع مليشيا الحوثي الإرهابية معركة كل أبناء الشعب اليمني في شرق الوطن وغربه وشماله وجنوبه، وهي معركة تقوم على حقيقة أن هذه المليشيا الإرهابية المدعومة من إيران لن توقر أحدا بالمطلق، إذ أنشئت وتشكلت ثقافيا وعقيديا على قيمة العداء المطلق لكل يمني لا ينتمي إلى سلالتها الإجرامية، هذه الحقيقة الماثلة للعقل والعيان على أرض الواقع تفرض على كل القوى في معسكر الشرعية والجمهورية أن تكون صادقة في ولائها لقيم الثورة والجمهورية وعدائها لهذه المليشيا التي لن يتم التغلب عليها إلا بالاصطفاف الوطني والعداء المقابل بل والمتفوق على عدائها، فالعدل أن تتساوى القوى المتقابلة في درجة العداء وقوة التصادم بل والعمل على التفوق بشتى السبل الممكنة.

لن نحتسبه عدوا للحوثي من لا يكن له العداء المطلق ويعمل على خلخلة عرى التوحد للقوى المواجهة لهذه الآفة التي أصيب بها وطننا وشعبنا المناضل.

ولن نحتسبه عدوا للحوثي بل رديفا له وداعما من يتحرك لطعن الشرعية في ظهرها في لحظة إعدادها لخوض هذه المعركة المصيرية بإحداث اشتباكات بينية سياسية وإعلامية لصرف التفاتة القوى السياسية والقوات المسلحة إلى الخلف وإفساح المجال للمليشيا الحوثية لإحداث ماتريد إحداثه في مختلف جبهات المواجهة العسكرية والسياسية والثقافية.

كل من يعمل على إحداث صراعات بينية في جبهة الشرعية فليس سوى حوثي متلفع رداء الشرعية يجب الوقوف في وجهه وصده وكشف تماهيه وعمالته للمليشيا الإرهابية أمام الشعب اليمني في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، فالتغاضي جلب الكثير من المآسي على شعبنا المكلوم الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد.

سياسة المداراة والمصالحة والتغاضي عن سلوكيات التفكيك والتخذيل في أوساط القوى المناهضة للمليشيا الإرهابية والتي تتبعها القيادة السياسية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لم تعد مجدية بل مدمرة لطموحات الشعب اليمني وثوابته الوطنية بل وللشرعية نفسها بكل ماتمثله من قوى مناهضة للمشروع التوسعي الإيراني الذي يجري تنفيذه في المنطقة بواسطة الأدوات وفي مقدمتها مليشيا الحوثي الإرهابية..

جراحات الوطن تكبر كل يوم وتنزف بغزارة لا تقبل الصمت أو الصبر بل التحرك الفوري لبلسمتها بمعركة حاسمة تأتي على هذه المليشيا من جذورها، يكون فيها التحالف العربي داعما بسخاء ومصداقية متخل عن كل الحسابات والتصنيفات التي أثبتت سنوات الصراع مع مليشيا الحوثي الإرهابية خطأها الفادح بل والمضر بمصالح الشعبين الشقيقين اليمني والسعودي بل وشعوب المنطقة قاطبة نظرا لطبيعة المشروع التوسعي الإيراني الشامل للمنطقة برمتها..

المعركة الحاسمة ضرورة وطنية وإقليمية ودولية ونحن متحفزون لها وقادرون على إنجازها بوقت قياسي فهل مصدر القرار جاهز لإصدار التوجيه وهل التحالف العربي جاهز لتسيير الدعم بسخاء ومصداقية؟! هذا مانتمناه والأيام القادمة ستبدي ماكنا نجهل.

مقالات الكاتب