قرار الإنقاذ.. نظرة محايدة..!
من غير اللائق أن يتعامى البعض عن النتائج الكارثية لاستمرار دعم المشتقات النفطية ..ومن غير اللائق – أيضاً – أن يذرف البعض دموع التماسيح لتحقيق مكاسب سياسية ،أو يتاجر بحاجة اليمنيين وأوضاعهم ومستقبلهم.وبالتالي على الجميع أن يتحلّى بروح الحكمة والإنصاف والمسؤولية الوطنية والتاريخية.
أول الكلام .. نقول : إن ضبط الأسعار وتحديداً الضرورية والأساسية منها ، وعدم السماح للتّجارالفاسدين بإطلاق العنان لأحلامهم الجشعة ، «الشبحية» في تحقيق أرقام فلكية في الكسب غير الأخلاقي ، ضرورة، ملحة كضرورة اتخاذ القرارنفسه وربما أكثر.
وفي هذا السياق، تؤكد بعض المعلومات أنه ، وقبل أن يتم اتخاذه ، كان قد وجّه الأخ الرئيس / عبدربه منصور هادي ،الجهات المعنية في الحكومة كي تتفق مع الغرف التجارية والمصنعين ووكلاء الشركات، على نقاط واضحة، تعهد هؤلاء التجار والتزموا بعدم النكوص بها،حيث يترتب على ذلك محاسبة قضائية ، في حال قام البعض برفع الأسعار تحت أي مبرركان ..
صدقوني أنه لا مجال ، لأي طرف من الأطراف استغلال هذه المسألة وتحريض الشارع . نحن في وضع سياسي وأمني صعب واستثنائي، إلى جانب ، وهو الأهم ، أن اقتصاد البلد على حافة الهاوية السحيقة .ومهما كان الإجراء صعباً، فإنه بات أكثر من ضرورة، وتأخيره كان سيجعل الجميع يندم ،لأن الأسوأ منه هو عدم وجود دولة ،أو حتى شبه دولة ..
وتأسيساً على ذلك ، فالمنطق يقول اليوم إنه على الجميع الانتصار له وللوطن ولمحاربة الفساد وتجار التهريب ،والتعاون الجاد من أجل تخفيف انعكاساته والبحث عن بدائل وموارد من خلال توسعة الأوعية الضريبية والجمركية والرسوم القانونية، والقضاء على الازدواج الوظيفي في السلكين المدني والعسكري، إلى جانب تشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية وإيجاد شيء من الأمن وتقنين بدلات السفر والعلاجات والنثريات للمسؤولين والمشائخ،والتخلي عن خطاب اللغة الخشبية ولغة المقامرات والمزايدات والتحديات ، التي تعمل على إنتاج وتفريخ الأحقاد والمشاكل والتعقيدات وإحداث البلبلة والتفرقة والمذهبية ..
كمحدودي الدخل وكفقراء، ربما نعيش تحت خط الإنسانية والفقر.. نحن في الواقع، متضرّرون من هذه الإجراءات وندفع،دائماً، الفاتورة في الشدّة والرخاء، ونكتوي بنارقرارات كهذه ، لكنّا ، غيرمستعدين لأن نغمض عيوننا في مساء يوم ما ،لنفتحها في صباح اليوم التالي على دولة من سراب واقتصاد من سراب وأمن من سراب وأمل من سراب وحياة من موت وسراب ، ودواعش وعترات وأئمة وقياصرة وانفجارات ورعب وقتل ودماء في كل مكان ..ولسنا مستعدين لأن نكمل بقية حياتنا في خواء عام وفراغ عام وصراعات شاملة وغياب كامل للدولة، والنظرلأولادنا بنظرة الرحمة والحسرة الصادرة عن أب وأم عاجزين عن الحركة، أو المحاولة في دفع الضرر عن فلذات أكبادهما..
علينا أن نتعقّل ونستلهم العبر والدروس ، ولنعلم أن عدم اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات المناسبة، أو الصعبة، فإن النتائج تكون كارثية ومدمّرة ، وكل قرار صعب ، في الأساس تكون نتائجه على المديين المتوسط والبعيد إيجابية بكل تأكيد .