يوم طحست الـ 100 ميجا!

عادة الخطابات الرسمية التي يلقيها قادة البلاد في المناسبات الوطنية لا يعطيها المواطنون أي أعتبار أو قدر من المتابعة ليس لأنها لا أهمية لها أو خلوها من الصور اللغوية و البلاغية، بل لأن المواطنين اعتادوا على أن هذه الخطابات خاوية من الجديد الذي يزف لهم بشائر خير أو يحتوى على سرائر تقلب حياتهم المكبلة بالغم والغلاء والمنكدة بافتقار الخدمات إلى حال آخر فيه مخرجًا لمعاناتهم اليومية. 

هذا يسرى على الخطاب الأخير لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي بمناسبة العيد الوطني الـ 34 للجمهورية اليمنية، على الرغم من أن الخطاب كان مثقلًا بفتح شهية الطامعين في الحصول على المزيد من الغنائم وتقاسم المقسم في وطن منهك، مشلول، مجزأ الأوصال، و مفقود التحالفات، وهذه المرة تحت يافطة «الشراكة الواسعة في السلطة والثروة وانهاء المراكز المقدسة للحكم».. 

هذا كوم.. 

والكوم الثاني إشارة الخطاب إلى الحلول الجذرية لمشكلة الكهرباء ، وما اسماها بـ «انفراجة قريبة في الخدمة الكهربائية» ، التي وجهت صفعة للقيادات الحضرمية وبددت أحلام الحضارم وانتظارهم لسنوات عديدة لمولود إنشاء محطة الـ «كهرو غازية» في حضرموت الساحل بقدرة 100 ميجا قابلة للتوسعة التي وعد و وجه بها فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي - مع محطة كهرباء عدن وبقدرة مضاعفة تصل إلى 264 ميجا - ، بل رعى الرئيس «عبدربه» حفل توقيع إنشائهما يوم الجمعة 20 يونيو 201‪8م في مدينة عدن وجرى وقائع التوقيع بين شركة بترومسيلة، و شركة جنرال الكتريك الأمريكية وسط احتفاء إعلامي كبير ولافت.. 

وقد اجتهدت شركة بترومسيلة في متابعة وتنفيذ «مشروع محطة كهرباء الرئيس» في عدن، على أتم الكمال، و كما هو مخطط له، و مرسوم بمواصفاته الفنية و فترته الزمنية المحددة ، بينما مشروع كهرباء ساحل حضرموت الـ100‪ ميجا ضاع بين اللجان ودهاليز المجهول .. واليوم قبره رئيس مجلس القيادة «العليمي» ولم يشير إليه لا من قريب و لا من بعيد، بل أبدى الرئيس «العليمي» في مصفوفته «الانفراجية» الاستعداد في بناء محطة كهربائية في حضرموت لكن بقدرة 25 ميجاوات! ، غير معروف مكان إنشائها ولا بأي وقود ستشتغل! ..

 هذا هو التقدير الجلي لمجلس القيادة والحكومة لحضرموت بكل ما تمتلكه من مقدرات وما تفدمه من موارد، والمحطة المنتظرة بطبيعة الحال بحاجة إلى زغرودة طويلة من انشراح عند تنفيذها .