تلاعب الحوثيين بالعاطفة واستغلالهم المشبوه للقضية الفلسطينية

في زمن تتعالى فيه أصوات الحق تحت وطأة الظلم والاستبداد، تبرز قصة معقدة تنسج خيوطها في العالم ، حيث يتماهى الواقع بالخيال، وتتداخل الحقيقة بالزيف في لوحة قاتمة تعكس مأساة الإنسانية في أبهى صورها. 

على مر العقود، ظلت قضية فلسطين شعلة تتقد في قلوب العرب والمسلمين، ورمزا للنضال والمقاومة ضد الاحتلال والظلم. ولكن، في هذا الزمان الصعب، أصبحت هذه القضية أيضًا أداة يستغلها البعض لتحقيق مكاسب سياسية ونفوذ إيديولوجيه، ومن هؤلاء الحوثيين، وادعاءاتهم التي تشكل محورًا للنقاش والجدل، لاسيما فيما يتعلق بموقفهم من القضية الفلسطينية، ومحاولتهم التمويه على ممارساتهم الإرهابية وإخفاء وجههم القبيح الذي عاث في ارض اليمن فسادًا ودمارًا.

تدعي جماعة الحوثي وقوفها مع القضية الفلسطينية، تلك القضية التي تتربع على عرش القضايا العربية والإسلامية بحكم الإجماع والتاريخ والجغرافيا. ومع ذلك، يتجلى أمامنا بوضوح أن هذا الإدعاء الحوثي لا يعدو كونه ستارًا دخانيًا يهدف إلى تغطية وجههم الآخر، وجه الإرهاب والقمع والاضطهاد الذي مارسوه بحق أبناء الشعب اليمني، في صراعهم المحموم للسيطرة والهيمنة.

لقد أصبحت القضية الفلسطينية، في يد الحوثيين، أداة سياسية يتم استغلالها لكسب التعاطف والدعم، في الوقت الذي تغيب فيه مبادئ العدالة والحرية عن سلوكهم وممارساتهم داخل اليمن. فكيف يمكن لمن يختطف الأطفال من أحضان أمهاتهم، ويقوم بتجنيدهم في صفوف مقاتليه، ويقمع كل صوت معارض بالقوة والعنف، أن يدعي دعمه لقضية تحررية؟ إنه تناقض صارخ يكشف عن الفجوة العميقة بين القول والفعل.

الأكثر من ذلك، تأتي محاولات الحوثيين لإخفاء جرائمهم وإرهابهم كشهادة على وجههم القبيح الذي يحاولون بشتى الطرق أن يطمسوه. فمن خلال التضييق على الحريات، وفرض الرقابة الصارمة على وسائل الإعلام، واستخدام العنف المفرط ضد المدنيين، يكشفون عن نهجهم الحقيقي الذي يقوم على القمع والإكراه والترهيب.

يجب علينا جميعاً كشف الحقيقة أمام العالم أجمع، وتعرية هذه الادعاءات التي تتغنى بها مليشيا الارهاب الحوثيه.