رسالة لأهلي أبناء عدن

هي رسالة محبة أرسلها لإخوتي من أبناء عدن وعندما اخص إخوتي برسالة فهي لها معاني انها رسالة للأسرة الصغيرة وليست رسالة للعائلة الأكبر أمثال عيال العم والخال والنسب إخوتي إجماعًا ستجدهم من اصل عدن وعاشوا فيها مئات السنين وفي البداية جمعتنا العشرة عندما جاءوا واليوم يجمعنا الدم والهوية والانتماء والولاء لعدن فمنهم من جاء من الضالع ومنهم من يافع ومن من حضرموت ومنهم من الشعيب ومن من الصبيحة ومنهم من تعز واب وصنعاء ومنهم من الصومال ومنهم من الهند وباكستان ومصر ولكن اليوم بعد اكثر من أربعمئة سنة تقريبا اصبحوا كما نقول عنهم عدانية نعم اصبحوا اسرة واحدة وتنازلوا كليًا عن أي انتماء آخر نتيجة حبهم لعدن الذي اصبح جزء من نسيجهم وكيانهم وانتمائهم.

رسالتي لهم بسيطة وهي رسالة محبة ودعوة صادقة ان نكون مع بعضنا ولبعضنا في السراء والضراء ونعيد البسمة والضحكة والفرحة لبيتا الكبير عدن وهي امانة نحملها جميعا بدون استثناء لأن عدن ربتنا جميعا على البساطة والنظام والتعاون والأمانة والاحترام والقيم وقبول الناس والتعايش معهم وأن نحافظ على حقوق الجميع وان يكون القانون هو المرجعية لكل خلاف قد يحدث او مشكلة او ما شبه ذلك.

نعم نحن نحتاج لذلك لان منزلنا بدا بسببنا نحن يتهالك وعلينا ان لانحمل الآخرين سبب فشلنا في احترام بعضنا وإعادة المحبة بيننا وسمحنا لسلوكيات دخيلة تنهش جسدنا فعملت على تفتيتنا بشكل لا نستطيع السكوت عليه.

لدينا من القدرات والامكانيات والطاقات ما نستطيع من خلاله ان نبني دولة وليس مدينة فقط وتجاربنا كبيرة ولكن اصبحنا نتعذر بشماعة الاخرين والحقيقة انه لن يحك جادك الا ظفرك فشماعة ان الاخرين لن يسمحوا لنا شماعة غير صحيحة لان الاخرين يتمنوا منا ذلك ويحبونا كما نحبهم ولكننا اضعفنا انفسنا بكثر المهاترات وعدم الثقة ببعضنا وتفضيل الغريب على القريب نتيجة الحسد والحقد الذي ظهر مؤخرا بيننا البين.

عدن تنادي وللأسف لا حياة لمن تنادي اصبح الغريب زعلان على عدن والقريب فقط يلطم خده متحسرا ولا يعمل شيء اعرف ان الحياة صعبة جدا وظروف الناس أصبحت قاتلة ولكن كل هذه الأمور نستطيع تجاوزها بعودة الروح والنظام والقانون والمحبة والصدق ومحاربة الفساد وعودة الامن والأمان لهذه المدينة وهذا سيكون من خلالنا نحن وليس من خلال الغريب.

ميزتنا اننا لسنا مناطقيين ولا عنصريين ولن نكون ولكن عيبنا اننا فرطنا بحقنا في كل شيء والآخرين للأسف اخذو حقنا بدون خجل منذ عام ١٩٦٧ وتفاقمت المسالة بعدها كثيرا واصبحنا نعيش بعدن غرباء وضيوف لا نملك حتى السكن ونستأجر فيها بينما الغريب هو المالك هذا هو الغلط ولكن نحن نتحمل جزء من الخطأ بل وجزء مهم جدا وهو الكسل والاتكالية ومحاربة بعضنا البعض وعدم الدفع برجال اعمال وتجار من أبناء المدينة ليشقوا طريقهم وهو نفس الأمر المتعلق بالسياسة فلم ندعم أبناء عدن لخوض غمار المعترك السياسي وتبوء مناصب قيادية مهمة تمتلك القرار وكنا ومازلنا نحن من نحاربهم بمرارات واهية مليئة بالحقد والحسد.

وهنا وجد الآخرين من خارج المدينة ممن جاءوا لها حديثا فرصتهم اكبر وشقو طريقهم وهناك من شق طريقة بصورة صحيحة وسليمة وقانونية وهناك من للأسف استخدم وسائل معيبة للوصول لهدفه السياسي والتجاري على حساب الأخلاق والقيم والمبادئ والوطنية أيضا.

اياكم وان تحاولوا تفسير كلامي انه مناطقي او فانا معروف بطبعي وسلوكي وعلاقاتي وتصرفاتي وعملي واخلاقي بعيد كل البعد عن هذه الآفات التي لا اقبلها ولكننا أيضا من حقي كاملا ان أكون غيور وحريص على عدن واهلي فيها.

هي رسالة بسيطة أن نعمل على اصلاح الاعوجاج والخلل وعدن بيدنا اليوم رغم المصاعب لكنها بيدنا وبيد اخوتنا وأهلنا الأكثر قرب لنا في كل شيءٍ ولهذا ليس مستحيلا ان نفوق ونستعيد حقنا وهم لنا السند بعد الله وقد نواجه مصاعب ولكن لو تجردنا من الأنانية نستطيع ان نتغلب على كل العراقيل ونستعيد مكانتنا أولا في ارضنا ثم على المستوى السياسي والتجاري والاقتصادي والأمني والعسكري ومستوى صناعة القرار فعدن هي مركز صناعة القرار فكيف نكون غائبين ومغيبين.

مقالات الكاتب