ترانيم في محراب الثورة
ونحن نعيش أفراح هذا اليوم السبتمبري التاريخي، أفراح العيد الـ61 لثورة الـ26 من سبتمبر العظيم، إنما نعيش مجددا قيم الحرية والكرامة والإباء التي تتجدد مع كل ذكرى لهذه الثورة الخالدة التي أشرق منها ضحانا الذي هتك أستار ظلام الكهنوت الإمامي المتخلف، وسارت تحت علمها خطانا تتباهى رافعين بكل اعتزاز وشموخ رؤوسا وجباها..
إنه يوم عطائنا الذي أغنينا فيه التاريخ حياة ووجودا وشب فيه حلمنا مصرا على أن يرانا أحرارا من قيود الجلاد، قيود الجهل والتخلف والاستبداد، قيود شعوذته وخرافاته التي استلب بها عقول البسطاء والجهلاء..
إنه يوم تضحياتنا الجسام التي ستتوالى ببذل سخي حتى اقتلاع بقايا الإمامة الكهنوتية التي نبتت في مستنقعات الحقد والكراهية يغذيها وهم السيادة والسيطرة على شعب جبار لم ولن تبهظه أبدا تكاليف البقاء، شعب لن يرهن شرف التاريخ في أرضه وعرضه مهما طال شظفه ومعاناته..
إنه يومنا القادم من أقصى تاريخنا النضالي الوطني الذي دون فيه اليمانيون أسفار نضالهم البطولي وتضحياتهم الجسام بأحرف من نور في صفحاته الأولى التي أبت إلا ان تكون لهم لا لغيرهم من رواد التاريخ ناصع البياض..
إنه يومنا الذي حطمنا فيه أوثان العبودية من على ثرى هذا الوطن الطاهر والى الأبد صارخين ملء الفضاء: لم ولن نعبد فيه وثناً، أو يرى نخاس أرض أننا نأخذ الدنيا ونعطي اليمنا..
نعم على هذه الارض سرنا وسار آباؤنا وأجدادنا على صهوات العز فيها واتينا وملكنا عليها أقدارنا، فكانت مشيئة الله ثم مشيئتنا أن تتوالى فيها انتصاراتنا على كل ظلام بعيدا أو قريبا، انتصارات لا انتهاء لها إلا إذا نحن انتهينا..
بكل عنفوان الإرادة الثورية وقوة الانتماء لهذا الوطن الغالي، وبزخم من الابتهاج والفرح الذي يملأ ما بين السماء والأرض، يحتفل شعبنا في كل ساحات وميادين ومدن وقرى الوطن بهذا العيد العظيم، احتفالات تقول للإمامة الجديدة: هذه أرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا منذ غابر التاريخ المكتنز لبطولاتنا وتضحياتنا إلى حاضرنا المتوثب للخلاص، وسنطهرها من رجسكم كسلالة طارئة على ثراها الطاهر، ولن نبقى لكم بقية مهما كانت كلفة الخلاص.