في دلالة الاحتفاء ووهج الحدث
بزخم كبير تتوالى احتفالات شعبنا اليمني العظيم بالذكرى الـ61 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة كدلالة على تجذرها كحدث تاريخي ومفصلي في حياة اليمنيين الذين صنعوا فجرها بتضحيات جسام توجت بالقضاء على أعتى نظام كهنوتي ظلامي متخلف سام اليمنيين سوء العذاب.
فظاعة الظلم والاضطهاد اللذين مارستهما السلطة الإمامية الكهنوتية غير مسبوق كونيا، ولأنه كذلك فقد منح الـ26 من سبتمبر صفة العظمى ومنح الثوار الذين كسروا حاجز الخوف، واخترقوا بأنوار وعيهم الثوري التحرري عتمة ظلام الامامة وحطموا صلابة سلطته القاهرة صفة العظماء كثوار غير مسبوقي الشجاعة والإقدام والتضحية في سبيل خلاص شعبهم من سلطة كهنوتية استبدادية مارقة على كل القيم الدينية والإنسانية، ذلك لأنها تنتمي إلى سلالة طارئة على المجتمع اليمني الذي لم يعرف لها يوما تخلقا بأخلاقه أو كسبا ولو لبعض أعرافه وعاداته النبيلة.
لقد شكلت ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة التي يحتفل اليمنيون اليوم بذكراها الـ61 نقطة فارقة في حياة اليمنيين، إذ نقلتهم من حياة الاستعباد إلى حياة الحرية والكرامة، ومن حياة الاستلاب الفكري بالشعوذة والخرافة إلى حياة المعرفة والوعي والإدراك لمعطيات الحياة الكريمة غير القابلة للذل والهوان والاستبداد التي وضعت الإمامة الكهنوتية شعبنا تحت سيطرتها ردحا من الزمن.
إن الوهج الثوري المنبعث من قلب الفرح اليماني المعتمل في أرجاء الوطن يخط في محصلته رسالة للإماميين الكهنوتيين الجدد فحواها يقول بصريح العبارة: لا، بالإشارة أن لا مستقر لكم في أوساط شعب خبر كيف يزلزل أركان سلطات الطغاة، وكيف يرمي بهم الى مزبلة التاريخ، رسالة تقول: إنه الـ26 من سبتمبر الذي صنع ضحاه رجال انتزعوا من التاريخ صفحته الأولى ودونوا فيها- بكل شموخ وقوة انتماء لهذا الوطن- الرقم 26 سبتمبر كحدث كوني سرمدي البقاء وملهما لكل الأجيال المتعاقبة طرق الحرية وأساليب انتزاعها بشجاعة واستبسال.
وعلى خطى الثوار السلف يمضي الثوار الخلف في كل محاور القتال وجبهاته معززين بإرادة ثورية صلبة وعزيمة فولاذية عصية على الانكسار مسنودين بالجماهير السبتمبرية في عموم الوطن للقضاء على تسلل إمامي كهنوتي دفعت به قوى خارجية على حين غرة بغية تحقيق أطماعها التوسعية في اليمن والمنطقة.
«لن ترى الدنيا على أرضي وصيا أو كهنوتيا أو عميلا خوانا للوطن وأهداف ثورته وآمال وطموحات الشعب الذي أنجب الزبيري والنعمان واللقية والعلفي وأترابهم وأنجب حديثا الشدادي وشعلان والذيباني واليافعي والحمادي وأترابهم»، هتافات تتردد أصداؤها في الآفاق وكتابات تخطها أقلام الشرفاء وشعارات مخازن بنادق المقاتلين الشجعان حراس الوطن وحماة ثورته ومكاسبه.. وأنى لثورة تحتل في نفوس أبناء الشعب هذه المكانة الخالدة أن تنكسر مهما كان حجم التآمر عليها؟!