المستثمرون بالأوجاع

لا أحسب أن محافظة أو مدينة تعرضت للتشويه والتشهير كما تعرضت له محافظة تعز، ومدينة بني رسول. 

كان ومايزال صمود اليمنيين في وجه مليشيا الجهل والتخلف شامخافي كل المحافظات منذ بداية المواجهة لمليشيا الكهنوت الحوثية؛ ولأمر ما تصدرت مقاومة تعز التناولات الإخبارية والإعلامية، حتى أن أحدهم- ولا داعي لذكر اسمه- غار من ذلك البروز الإعلامي. وجرى على منواله آخرون ممن راحوا يوقدون دخان مطابخ الدس والتشهير لتعز، حتى أنه من كثرة المتجندين لتلك المطابخ، والغرف المهاجرة، والمنابر الإعلامية المجندة، تضافرت جميعها لتشويه صورة تعز، وراح هؤلاء جميعا، ممن يستثمرون الأوجاع يرسمون لتعز صورة في غاية البؤس والقبح والفجيعة. 

كانت تلكم المطابخ، وتيكم المنابر، وأولئك البعض يرقصون طربا واستبشارا لأي حادثة تجري في تعز فيتم توظيفها، ويتم السباق والتسابق لتوجيهها بحرف حقيقتها، واستثمارها خلافا للواقع، ومجافاة للحقيقة، وتزييفا للوعي، ومجانبة للواقع، وأخطر من ذلك الاستثمار الرخيص في ميادين الاستعداء ضد تعز. 

وأي أسى وحسرة تؤلمك حين ترى المستثمرين بالأوجاع

يسيئهم نجاح الأمن في كشف جريمة، أو إلقاء القبض على مجرم؛ فحينئذ تبذل المطابخ قصارى جهودها في التقليل من شأن نجاح الأمن، فيما تذهب المنابر الإعلامية لتلوك كلام التشكيك والتهريج والدس الخسيس. 

كان نجاح أمن تعز اليوم في تعامله السريع مع الجريمة التي ارتكبت أمس بمدينة التربة مبهرا، ومثيرا للإعجاب، وردا عمليا لأولئك البعض الذين يعيشون على البلبلة، أو تلك المنابر والغرف التي مهمتها التدليس، وفبركة هذه الحادثة أو تلك، وبما يتفق مع المستثمرين. 

رجال الأمن بالتربة وتعز بنجاحهم الكبير اليوم، وإنجازهم العظيم، أفسد على المستثمرين، استثمارهم الرخيص.

مقالات الكاتب