دمشق ومرحلة الحسم

لا شك أن التقارير الواردة عن قيادة الجيش الحر وكذلك بعض الجهات الأخرى بما فيها الإعلام الغربي ومراسلوا المحطات العالمية والتي ذكرت وأجمعت كلها تقريبا أن الثوار بمختلف فئاتهم باتوا يسيطرون على نحو 60 إلى 70 بالمئة من مساحات سورية مدن وقرى وسهول وجبال ، في شمال سورية وجنوبها إنما هي تقارير جادة بنيت على أسس الواقع اليومي للثورة والانتصارات التي يحققها الجيش الحر على الأرض ، وبما أن الثورات لا تكتمل إلا إذا سيطر الثوار على العاصمة ، فإن دمشق في هذه الحالة هي المعركة الفاصلة التي ستنهي هذا الوضع ، ولا شك أيضا أن النظام الأسدي بات يدرك تماما أهمية دمشق الآن وأنها الحلقة الأخيرة في مسلسل الإرهاب الدموي الذي يمارسه ضد الشعب يوميا فأطلق يد "شبيحته" وعناصره ومرتزقته من الإيرانيين واللبنانيين ومن والاهم وسار مسارهم ليعيثوا في العاصمة فسادا وقتلا وتدميرا على الهوية وبدون هوية فهم في إجرامهم لا يميزون بين صغير وكبير أو امرأة أو شيخ أو غيره ، ويمارسون القتل لمجرد القتل وسفك الدماء لأنهم يعلمون تماما ان نهايتهم اقتربت وأنهم سيشربون من نفس الكأس الذي يذيقونه لعباد الله الآمنين .

 

إذن فدمشق هي الفصل والحسم في هذا ولأنها كذلك فإن عليها أن تدفع ثمنا باهظا بدأت ملامحه تظهر في الأفق ، وما نود قوله هنا "أن على أهلنا في دمشق أن لا ينتظروا سكين الجلاد لتجز رقابهم ورقاب أبنائهم بل عليهم الاستفادة من الأحداث السابقة وأخذ زمام المبادرة بالتنسيق والترتيب مع باقي مدن سورية الحبيبة " .

رئيس تحرير مجلة الوقائع الدولية

مقالات الكاتب