الطفولة في مرمي نار الحوثيين
لم تدع الممارسات الإجرامية الحوثية فئة من أبناء اليمن إلا ووصلت إليها وكوتها بنارها، وتركت فيها جراحاً يصعب شفاؤها، وماسي يستحيل نسيانها، ويشكل الاطفال الفئة الأضعف في قائمة الاستهداف الحوثي وهذا الاستهداف لم يكن وليد اللحظة بل بدأ منذ الانقلاب إذ لم يكتفي الحوثيون بما سسببته الحرب التي أشعلوها من أضرار على حياة الأطفال كتوقف التعليم وخدمات الرعاية الصحية والطفولة الأمنة بل زادوا أن جعلوا الاطفال أهدافاً لجرائمهم بشكل مباشر سواء بالقنص أو الألغام أو القصف للمنازل أو الأعيان المدنية الأخرى.
ومع حلول شهر رمضان الكريم الذي يكنّ له المسلمون كل الاحترام استمر الحوثي في ممارسة هواياته الشيطانية في استهداف الأطفال الذين ليس لهم ذنب إلا أن الأحداث الحياة اليومية جعلتهم يتواجدون أو يمرون في مرمى قناصي الحوثي أو في مدى قذائفه، ومنذ بداية شهر رمضان الكريم لقى 4 من الاطفال حتفهم قنصاً وقصفاً في تعز والحديدة ، والقائمة مرشحة للزيادة مادمنا نتحدث عن مليشيات لا يردعها قانون ولا عُرف ولا خُلق ، ولا تحترم رمضان بما يؤكده من قيم التسامح والمحبة.
وحين نتحدث عن جرائم الحوثي بحق الاطفال فلا يمكننا ان نتجاوز ما يرتكبه المليشاويون في مناطق سيطرتهم من تجنيد الأطفال والزج بهم إلى جبهات القتال بدلاً من صفوف الدراسة، ولأجل هذه الغاية يستغل الحوثيين المدارس العامة والمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية والمساجد، ويعملون على تلويث أفكار الأطفال بخطاب مثخن بالكراهية والعنف والطائفية والعنصرية قبل الزج بهم إلى محارق الموت، ونتيجة هذا التصرف الأرعن يقتل عدداً كبيراً من هؤلاء الأطفال وهم لازالوا في سن الدراسة ولا تناسبهم بالمطلق الاعمال العسكرية، ويتحمل الحوثيون وحدهم مسؤلية مقتلهم.
كما يشكل الشحن الطائفي في المدارس والمساجد في مناطق سيطرة الحوثيين جريمة متكاملة الأركان بحق الأطفال الذين ينبغي أن يتلقوا تعليماً خالياً من أي تطييف، لكن تصرفات هذه الجماعة المليشاوية أرادت أن تصنع ألغاماً ومفخخات للمستقبل، وبقدر ما تشكّل هذه التصرفات جريمة بحق الطفولة فإنها جريمة كذلك بحق الوطن ومستقبله الذين يشكل أطفال اليوم بُنَاتَه والمؤتمنين عليه.
ومما زاد من توسع الأعمال الإجرامية الحوثية بحق الأطفال الصمت الدولي المريب تجاه هذه الانتهاكات ، وانتهاج سياسة الإفلات من العقاب التي تساعد الحوثي على الاستمرار في انتهاكاته، كما أن الاستمرار في نهج المراضاة وتقديم التسهيلات من قبل الفاعلين الدوليين وعلى راسهم الأمم المتحدة للحوثيين جعلتهم يتمادون بشكل أكبر في جرائمهم بحق الأطفال بصفة خاصة واليمنيين بصفة عامة، ومن الحكمة أن تتآزر الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لايقاف هذه الانتهاكات وإرغام الحوثيين على إيقاف جرائمهم والإلتزام بالقرارات والمقررات الدولية، واستعادة مؤسسات الدولة التي تشكل الضامن الحقيقي للحقوق والحريات وخاصة لفئة الطفولة الأكثر ضعفاً.
دمتم سالمين..