الرئيس هادي و الحراك الجنوبي : علاقة جديدة ؟

أعمى البصر و البصيرة من لا يرى بصمات الرئيس هادي في نشأت و تطور الحراك الجنوبي و خاصة ما بعد أغسطس عالم 2000م ، الحقيقة الأخرى التي لا ينكرها الا مكابر أن الرئيس هادي منذ تولية المسؤولية الأولى في صنعاء دفع القضية الجنوبية إلى صدارة اهتمامات الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي مع التعريف بمشروعيتها الأخلاقية ، ابعد من ذلك تحت توجيهات و متابعة مباشرة منه تم رفع القبضة الأمنية الحديدية عن الجنوب و كل ما يحدث من اختلالات أمنية يعود سببها إلى مليشيات حزب الإصلاح التكفيري .

أن الإشكالية الجنوبية بموضوعية متناهية تباشيرها بدأت عشيت الاستقلال الأول 30 نوفمبر 67م عندما تنكرت بعض الأطراف لمسلمة أن الجنوب لكل الجنوبيين ، الطيش الثوري للقومية و التحرير و الرابطة بإزاحة قوى و مكونات جنوبية بقوة السلطة و المليشيات احدث تشققات عميقة بجدار الوحدة الوطنية الجنوبية قادت الى هزيمة حرب صيف 94م ، الخطوة الأولى الجادة بترميم تلك التشققات انطلقت مع حركة التصالح و التسامح الجنوبية – الجنوبية التي من معطفها خرج الحراك الجنوبي في 7 / 7/2007 م متعملقا بساحة العروض / خور مكسر / العاصمة عدن ، حركة التصالح و التسامح لم تنطلق عبثا او من فراغ بل جاءت تلبيه لحاجة وطنية جنوبية أروع ما فيها أن حملت مشاعلها أيادي لم تلوثها صراعات الماضي و بعيدة عن النظام البوليسي السابق و حزبه الاشتراكي ، ترسخ قيم التصالح و التسامح في الوعي الجمعي الجنوبي تحول إلى سلوك نضالي يؤمن بان الجنوب لكل الجنوبيين من عميد الحراك الجنوبي الفقيد هشام باشراحيل ( رحمة الله ) إلى الرئيس هادي مرورا بالسلطان الشيخ احمد حسين الفضلي , هذه الثقافة و الروحية التصالحية الجديدة يمكن الانطلاق منها للتأسيس لبنيان علاقة جديدة بين الرئيس هادي و الحراك التحرري الجنوبي قائمة على وحدة الانتماء للجنوب بعيدا عن تبعية احدهما للآخر أو الارتهان للخارج الإقليمي و الدولي .

احتراما للتعدد و التنوع و حق الآخر بالاختلاف في الجنوب الجديد القادم نتفهم التزامات الرئيس هادي السياسية للمجتمع الدولي و لمكونات العملية السياسية في صنعاء ، الحراك الجنوبي الذي يطالب الأطراف السياسية اليمنية و المجتمع الدولي باحترام خياراته بالمقابل عليه احترام وفاء الرئيس هادي لالتزاماته اليمنية والدولية ، بدورة الرئيس هادي ليس بعيدا عن المعاناة الجنوبية و ستظل الحركة الوطنية الجنوبية المعاصرة تتذكر باعتزاز مواقفه بعد حل حركة ( موج ) التآمري و تصدره تأسيس ملتقى أبناء المحافظات الجنوبية و الشرقية في صنعاء ، الخلاف يجب الا يفسد وحدة الصف الجنوبي المتوافق على حل القضية الجنوبية عبر عملية سياسية حيث يرى الرئيس هادي المبادرة الخليجية مدخلا للحل , الحراك الجنوبي يرفض المبادرة الخليجية واليتها المزمنة كونها : -

1-الدول التي أعدت للمبادرة لا تحترم إرادة شعوبها وحقوق الإنسان ببلدانها و بتالي لم تتضمن بنود المبادرة احترام إرادة الشعب الجنوبي واليمني وحقوق الإنسان فيه .

2-المبادرة الخليجية شرعنه قانون الحصانة للقتلة والمجرمين .

3-المبادرة الخليجية فرضت محاصصة السلطة بين القوى التقليدية العسكرية القبلية الحزبية المتأسلمة في صنعاء بعيدا عن الإرادة الشعبية في الجنوب و الشمال .

تلك الأسباب تجعل من المبادرة الخليجية غير مقبولة دوليا و إسلاميا باعتبار قانون الحصانة يعارض مقاصد القانون الدولي المعاصر وروح الإسلام الحنيف ومتطلبات العدالة الإنسانية , كذلك المبادرة الخليجية تسير عكس اتجاه حركة التاريخ والتطور الذاهبة نحو تأصيل الحريات واحترام حقوق الإنسان.

*شقرة أبين 4-7-2014م

*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

مقالات الكاتب