من يدير عدن؟!!
بالأمس تم تدمير اكشاك الدخل المحدود لمعيشة الأسر المحتاجة والشباب العاطل عن العمل , في ساحة سوق الحجاز ,واليوم يتم مطاردة الدراجات النارية المرخصة بعجلة ثالثة , دون ان تعلن السلطة المحلية في عدن عن قرار واضح حول ذلك , حتى تقنعنا تلك الجهات التي تقوم بهذه الاعمال انها تنفذ توجيهات سلطة قانونية .
وتبرز عددا من الأسئلة , من يدير عدن ؟ وما هي الجهة المعنية بإصدار مثل تلك القرارات ؟ ومدى قانونيتها ؟ وتداعياتها على المستهدفين وعلى واقع حال عدن؟ , وهل هي قرارات مبنية على دراسة ميدانية ؟ تخدم الصالح العام وعدن ؟
هذه الأسئلة هي نفسها التي تسأل اليوم حول الجبايات التي تفرض بشكل مزاجي وغير قانوني , وتعكر صفو حياة الحركة التجارية , وتضيق الخناق على البيئة الاستثمارية , وانعكاساتها على الحالة المعيشية للناس .
والسؤال المهم , هل هناك مطبخ قانوني يعد مثل تلك القرارات , ام عدن تعيش عشوائية السلطة والقرار , وكلا يجتهد للمزيد من تضييق الخناق , وكلنا نعرف كيف تم اختيار مدراء المديريات والمسؤولين الأمنيين , معظمهم لا كفاءة ولا اقتدار , صنعتهم أقدار الحرب والتقاسم والسيطرة والتمكين , و وجدوا لتنفيذ اجندات امر واقع علينا تقبله , او يتم إدراجنا في قائمة من الاتهامات التي لا سمح الله قد تجرنا لما لا يحمد عقباه , مهما كان هدفا شريفا .
المهم هل مطلوب منا ان نتقبل هذا الفشل الواضح , الذي عجز عن إدارة المدينة , لا استطاع ان يوفر فرص عمل للشباب , ولا توزيع عادل لمفارش الاسوق للأسر الفقيرة والمحتاجين , و معظمهم من اسر الشهداء وضحايا الحرب , الذين فقدوا معيلهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم , فقدوا كل ما يملكون , حتى فقدوا دولة محترمة تنصفهم , معظمهم متعفف في منزله لا يتنازل لمد يداه للفاسدين واللصوص والمتاجرين بقضاياهم العادلة , أو ينتظر أمام باب مغلق لا يفتح الا للسماسرة والمنافقين وذوي القربى والمناصرين للحاكم وقواه العنيفة .
تكاد تكون المدينة عدن تستعيد روحها الاخذ , من خلال التطبيع التدريجي للحياة العامة , ويبدأ كلا يأخذ نصيبة في هذه الحياة , رسم هؤلاء شباب لوحات جميلة لحركة دؤوبة , لمشاريع صغيرة تقيهم كارثة الجوع والمجاعة ومهانة الفقر والحاجة , وانتم كما يحلو لكم خذو الكراسي والايرادات والجبايات , خذوا الأراضي والفلل والمولات والفنادق والمتنزهات والمسابح والسواحل , واتركوا لنا نصيبنا البسيط جدا في هذا الوطن , لا استطعتم ان تكونوا دولة مهتمة بتوفير فرص عادلة للتعليم والعمل والوظيفة , ولا تركتمونا نعيش كسائر البشر, نقتات رزقنا من فرص صغيرة , هل يراد لنا المذلة والمهانة , والله المستعان .
كل قرار لا يصدر إلا بديباجة , بعد دراسة تضع كل الاحتمالات وتضع البدائل , فهل لديكم بدائل لقرارات كهذه , و عليكم تتحملون نتائج هذا القرار , الذي سيدفع بالشباب للبحث عن مصدر رزق اخر قد لا يحمد عقباه , او انهم سيشكلون مقاومة تدافع عن حقهم بالعيش الكريم وفرص الحياة , والسبب عنجهية القرار .
والله على ما أقول شهيد