"سلب حق الحياة" سلوك حوثي بامتياز
تشكل النفس البشرية أحد الكليات الخمس التي جائت الشريعة الاسلامية لحفظها ، وينطوي على ذلك تحريم وتجريم كل ما يؤدي إلى إزهاق النفس أو إيقاع الضرر بها بشكل مباشر أو غير مباشر ، وقدّم كثير من علماء الأصول حفظ النفس على حفظ الدين لانها عماد الحياة وأسّها وأساسها ، ولايوجد مذهب أو ديانة أو حتى قانون وضعي يبيح إزهاق الأرواح البريئة ، لكن هذه القدسية للنفس البشرية تختفي أمام سلوك جماعة الحوثي المليشاوية التي جعلت من سلب حق الحياة للأبرياء أحد صفاتها البارزة وعلاماتها المميزة.
تاريخنا الحديث يخبرنا عن أن الأئمة مارسوا نفس السلوك بحق اليمنيين قبل ثورة 26سبتمبر التي قذفت بهم إلى مزبلة التاريخ ، والمؤكد أن تعطشهم للدم وإمعانهم بإزهاق أرواح كل من يخالفهم كان سبباً كافياً ليثور عليهم اليمنيون ، ومن ابشع صور استباحة الأرواح أن أخرهم الإمام الكهنوتي احمد حميد الدين الذي مارس جريمة القتل وازهاق الارواح بنهمٍ جنوني وصل به الحال إلى قتل ثلاثة من أشقائه ليخلو له ولأبنه البدر عرش المملكة المتوكلية ، لكن الزمان دار دورته فجائت الثورة السبتمبرية لتدفن أحلامه وأحلام ولده البدر.
تماماً كما فعل أجدادهم يمارس الحوثيون القتل بأشكال وصور متنوعة ، وقد أبدعو في تنويع وسائل الموت ولم يتركوا طريقة قديمة أو حديثة إلا وانتهجوها ، وزادوا على ذلك بابتكار طرق وأساليب أكثر وحشية واشد إيلاما ، فمارسوا قصف المدن والقرى بما فيها من مدنيين بقذائف الدبابات والمدافع والصواريخ والطائرات المسيرة ومختلف الاسلحة المتوسطة والثقيلة ، كما نشروا كتائب القناصين على الأبنية المرتفعة والجبال لاستهداف كل ما يتحرك سواء كان كهلاً يحرث أرضه ، أو طفلاً يرعى أغنامه، أو ام تجلب الماء لتروى عطش أطفالها ، ومن يسلم من القصف أو القنص تنتظرة الألغام التي زرعها الحوثيون في كل أرض وطأتها مليشياتهم بعد انتفاشتهم المقيتة ، كما قتلوا المختطفين في سجونهم تحت التعذيب في جرم اكثر قتامة واعظم سواداً ، وانجزوا محكمات صورية نتيجتها الاعدام بتهم ملفقة ، وتفاخر يوماً متحدثهم أنهم قتلوا ستون الف جندي في حروبهم الستة التي شنوها من صعدة.
يمارس الحوثيون ازهاق الارواح بدمٍ بارد وعقيدةٍ باطلةٍ يتكئون عليها تبيح دم المخالف وماله وأرضه ، وتجعل الشعب وأمواله وحياته تحت تصرف فئة سلالية عنصرية في مخالفة واضحة وجلية لكل مبادئ الاسلام الذي لم يفضل عرقاً ولالوناً ولانسباً، بل جعل الناس سواسية لهم جميعاً الحق في الحياة وليس لكائن من كان أن يصادر هذا الحق او ينتهكه ، لكن الحوثيون صادرو هذا الحق ، وحولوا البلد إلى نهر من الدماء تحت مبدأ "نحكمكم أو نقتلكم" ناسين أو متناسين أن جرائمهم هذه لن تسقط بالتقادم ، وسيتحملون المسؤلية القانونية والأخلاقية عنها اليوم أو غداً.
الثابت والمؤكد أن جرائم الحوثيين هذه هذه لم ولن تشق لهم طريقاً لحكم شعبٍ تسكنه العزة ولايرضى أن يعيش ذليلاً ولو كان على "قطع رقبته" ، وأن هذه العزة تناقلها اليمنيون منذ غابر الأزمان ، فلا يمكن لجماعة طارئة تدين بالولاء لملالي إيران مهما مارست القتل وبابشع الطرق أن تغير هذه البديهيات المتأصلة في دماء اليمنيين كابراً عن كابر.
دمتم سالمين..