الحوثي صناعة استعمارية

 

كان الشارع يعرف تمام المعرفة - و مايزال - أن دولا غربية تضع أمام أي تقدم للشرعية و جيشها الوطني الخطوط الحمر، و النيران الحمراء على حد سواء، وما قاله الشيخ سلطان البركاني في هذا الشأن تأتي قيمته أنه جاء من جهة رسمية ؛ لتؤكد حقيقة ما كان يتداوله  الشارع اليمني .

من كان يظن ولو بنسبة 1%  أن مليشيا الحوثي ليست صناعة استعمارية غربية، فليفحص قواه العقلية..!!

   الخطوط الحمراء لدى بعض الدول الغربية؛ شأنها شأن مفردة الإرهاب من حيث التعامل بهما . فإدارات هذه الدول لا تخجل من أن تسمي - مثلا - حالة الدفاع عن النفس أنها عملية إرهابية، و تسمي حقيقة الفعل الإرهابي الإجرامي دفاعا عن النفس..!!

   الفلسطيني إذا دافع عن نفسه وعن هدم منزله دفعا باليد إزاء صلف الكيان الصهيوني، فهو عمل إرهابي، وجيش ذلك الكيان الغاصب إذا قصف بالصواريخ والطائرات الأحياء السكنية في غزة فهو دفاع عن النفس..!!

    و مثل تلك الخطوط الحمراء، تعطي إدارات تلك الدول لنفسها الحق - حصرا - متى تستخدم الخطوط  الحمراء ؟ و ضد من؟ و لصالح من؟

   أسوأ من تطويع مفردتي : الإرهاب، و الخطوط الحمراء هو السفه العلني - أيضا - في انتهاك مسمى مفردة : الانساني أو الإنسانية ، فعلى سبيل المثال : حصار مدنيين وقصف أحياءهم السكنية من قبل عصابات عسكرية متمردة لا يرف جفن لتلك الإدارات، و عملية تحرير مدينة من سيطرة عصابة إرهابية متمردة لا يصح عند تلك الإدارات ؛ لأن ذلك في عرفهم- أو قل بوضوح تمَكّن النزعة الاستعمارية في نفوسهم - يضر بالجانب الإنساني، بحسب نفسياتهم..!!

   تباكت إنسانية تلك الدول عندما تضررت بعض الدواب جراء تعرضها لأذى بسبب قربها من موقع عسكري تجيز قواعد الاشتباك التعامل معه ؛ لكن قصف الأحياء السكنية، وسقوط ضحايا من الأطفال، لا يستحق عند تلك الدول حتى مجرد الإشارة أو ابداء القلق الذي تمتلك تلك الدول مخازن من مفردة :( القلق) تستخدمها - دائما - للتعبير بها عند أي جريمة نكراء يرتكبها أحد محاسيب أي دولة من تلك الدول..!!

   ذات مرة طرحت إدارة دولة من تلك الدول سؤالا مزعجا لها مفاده؛ لماذا يكرهوننا ..!!؟ ولتحسين سمعة وصورة تلك الإدارة فكرت بإنشاء وزارة بغرض تبييض السواد، وتجميل القذر، لكنها ألغت تلك الفكرة؛ لأن مؤداها ونتائجها سيظهر لشعبها أن السبب سوء أفعالها ضد شعوب العالم !

  قوى الاستعمار؛ بجبروتها، وقوتها، لم تخرج من أي بلد طوعا ! و إنما أخرجت بنضالات الشعوب و جهادها الذي هزم كل مستعمر ، ومن يساعد اللصوص فهو أصل اللصوصية، و من يسند الإرهاب فهو عين الإرهاب..!!

مقالات الكاتب