مدونة سلوك استعبادي
بكل ما أوتيت من حقد وكراهية تجاه شعبنا اليمني تعمل جماعة الحوثي الإرهابية على كسر إرادة الحرية والكرامة المفطور عليها اليمنيون منذ الأزل بأساليب شتى أبرزها ما تطلق عليها مؤخرا مدونة السلوك الوظيفي الفارضة بكل أبوابها وبنودها حالة الاستعباد الوظيفي على كل موظفي الجهاز الإداري الواقع تحت سيطرة تسلطهم وطبقيتهم المقيتة..
على الموظف أن يحضر دوراتهم الطائفية، وأن لا يعبر عن رأيه في أية قضية في وسائل التواصل الاجتماعي، وكثير من الأوامر والنواهي التي لا علاقة لها بإدارة ولا بسلوك، وإنما بإذلال يجعل الموظف في حالة رقابة ذاتية خانقة لا تبعث على الإنجاز بل على الإحباط المؤدي إلى الفشل، وهو ما تهدف إليه المدونة سيئة الصيت والسمعة ليتم الإحلال بسلالي بدلا عن يمني أصيل، انتماؤه إلى الأرض والإنسان أقوى من انتمائه إلى الأسرة والقبيلة.
المليشيا تتفنن عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين وعراقيين في تقنين السلوك الوظيفي كمقدمة لتقنين السلوك العام وفق توجه ملامحه طائفية تفرز المجتمع إلى طائفتين اثنتين إحداهما طبقة السادة والأخرى طبقة العبيد الجائز في حقهم سلب أموالهم وحتى قتلهم وتشريدهم في الأصقاع انطلاقا من مدونة يؤسس لها أن تكون بديلة عن الدستور ومناهج دراسية تؤصل لوعي طبقي يرسخ في ذهن الطالب هراء كونه أقل شأنا من زميله الهاشمي كحقيقة لا تقبل الجدل.
استعباد تترسخ قواعده في المناهج الدراسية وتمارس أساليبه في الوظيفة من خلال اشتراط مدونة تحاول ترسيخ الولاية سلوكا في كل مفاصل الجهاز الإداري المسيطر عليه من قبل هذه الجماعة الإرهابية التي تفصح كل يوم عن إرهاب من نوع جديد يستهدف مكونا جديدا من مكونات الحياة الاجتماعية الحرة والكريمة التي أرادها الله سبحانه وتعالى للبشرية من خلال عقيدة أبرز أهدافها القضاء على الطبقية وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة بين البشر كأرضية سوية للتعايش الذي تتجلى سماته بالإخاء والمحبة بين مختلف مكونات المجتمع.
كل حياة مسلوبة الكرامة لا قيمة لها واليمنيون منذ الأزل مجبولون على كرامة لا انتقاص لها، وهو ملمح لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنجح محاولات جماعة الحوثي الإرهابية لمسه أو النيل منه، بل نؤكد بما نعرفه عن شعبنا الكريم أنها ستكون مبعث ثورة شعبية عارمة في كل مناطق سيطرة الجماعة الإرهابية تقتلعها من جذورها وتنتزعها من كهوفها جاعلة منها أثرا بعد عين.. وإن غداة الانتزاع للمليشيا ورميها في مزبلة التاريخ لقريب.