وجهتنا صنعاء
بعدل وإنصاف يدّون التاريخ أدوار ومواقف القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية، وكل من له قدرة على الإسهام في صناعة الأحداث سلبية كانت أو إيجابية.
لن يستطيع أحد مهما كانت قوته أن يلوي عنق التاريخ، ويسخر قلمه لتزوير مواقف هؤلاء أو أولئك، لأنه لا يعترف بدرجات القوة أو مستويات المواقع القيادية أو حجم التكلات والأحلاف وتأثيرها على الوقائع والأحداث، بل سيزن بدقة ما يجري بميزان لا تعرف شوكته الميل لصالح قوة طاغية أو حلف يجمع قدرات هائلة تعتقد خطأ أنها قادرة على تسجيل ما تشاء في صفحاته ناصعة البياض.
علينا جميعا كيمنيين بمختلف مشاربنا السياسية أن نعمل حسابا لهذه الحقيقة، التي لا يمكن لنا تجاوزها، وأن نعمل في الآن نفسه على إدراك حقيقة أن هذا الوطن الذي يجمعنا يمثل سفينة كلنا يمتلك حيزا على ظهرها، وأنها لن تغرق ببعضنا ويسلم البعض الآخر إن نحن أفرطنا في أعمال الخروقات في جسدها في لحظة طيش ونزق أو لحظة نشوة نصر حققه بعضنا على بعضنا الآخر، والذي لا يشكل في الأساس سوى هزيمة ساحقة للجميع أودت بنا إلى مجاهل الحقد والكراهية، اللذين سيعملان على استمرار الصراع البيني الذي استفادت وتستفيد منه مليشيا الحوثي الإرهابية المتحينة للفرص بغية الانقضاض على الجميع بلا استثناء..
ما يجري أمر مؤسف يستدعي التجرد من عواطف الانتماء لغير الوطن والنظر للأمور من زاوية المصلحة الوطنية، وتقدير النتائج الكارثية على الوطن، إن نحن استمرينا على نهج الفرقة والتشظي واختلاق المبررات والأعذار المفضوحة لتفجير صراع هنا أو موقف هناك.
ساعة انهيار الدولة، والممثلة بالمجلس الرئاسي -لا قدر الله- كونه صمام أمان البلاد والعباد، فلن يلتفت إلينا أحد ليخرجنا من كارثة الغرق في محيط الضياع، الذي عملنا على خلقه وتوسعة حجمه بأيدينا وملأناه بكل موبقات السياسة الرعناء.
نحن في الجيش الوطني صنعاء ستظل وجهتنا وكل شرفاء الوطن معنا، وتخليصها من سجن الاحتلال الفارسي غايتنا، ولن نحرف بوصلة نضالنا وفوهات بنادقنا بعيداً عنها أبداً مهما كلفنا ذلك من ثمن.