الحسم طريق السلام
يدرك شعبنا اليمني من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه أن خيار السلام مع مليشيا الحوثي خيار مستحيل تحقيقه مالم يتم فرضه واقعا على الأرض بحسم عسكري يحقن دماء اليمنيين ويعيد إليهم أمنهم واستقرارهم ودولتهم بكافة مؤسساتها الدستورية..
ثمان سنوات من الحرب المفروضة على الشعب اليمني من قبل إيران عبر أداتها مليشيا الحوثي الإرهابية تخللتها مبادرات ومبادرات دولية وإقليمية وكلها ضرب بها الحوثي عرض الحائط لإيمانه أن المجتمع الدولي لا يهتم لسلام لا يحقق مصالحه، ويهتم لحرب تحقق مطامعه وإن دمرت الأخضر واليابس واستمرار الحوثي بهذه الحرب يحقق بلا شك مصالح الدول الكبرى المنخرطة بمحادثات الاتفاق النووي مع إيران..
مطامع إيران في المنطقة تتجاوز نفوذها في اليمن إلى ما هو أبعد وهي مطامع تدركها كل دول الإقليم الراعية لمؤتمر الرياض للسلام والذي أعلنت معه دول التحالف وقف الطلعات الجوية في اليمن كبادرة حسن نية رغم عدم اشتراك الحوثيين في أعمال المؤتمر بأي شكل من الأشكال، مطامع لن تتوقف إيران عن تحقيقها مهما كلفها ذلك من ثمن وهي أطماع توسعية جغرافيا وتسيد لقرار المنطقة السيادي مقابل تخليها إلى حين عن بلوغ عتبة القنبلة النووية..
السبيل الوحيد والخيار الضامن لتحقيق السلام في المنطقة وكما أكدناه مرارا لن يكون بدعوات السلام وبذل الجهود لجر الحوثي إلى طاولة المفاوضات بشأنها لأن ذلك أمر مفروغ منه من خلال كل الدعوات السابقة التي أفشلها الحوثيون لا بامتناعهم فقط عن قبولها بل بشن هجماتهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة في الداخل اليمني وعلى دول الجوار وإنما بحسم عسكري يحقق لليمن والمنطقة الأمن والاستقرار، وهذا لن يتحقق إلا بدعم حقيقي وصادق لجيش اليمن الوطني الذي أثبت أنه جدير بالمهمة ومستعد للتضحية في سبيل إنجازها مهما كانت جسيمة، وهو دعم أكدت عليه مخرجات مؤتمر الرياض الأول.