وثبة الأبطال
لن يتحول اليمن إلى منصة إقلاق وتهديد لدول الجوار، أو للملاحة الدولية، ولن يكون إلا آمناً مستقراً بنظامه الجمهوري الاتحادي، متصلاً بهويته الضاربة في جذور التاريخ، وبامتداده العروبي، ينشد أبناؤه السلام والوئام والتعايش في مساواة ومواطنة.
وعزم الأبطال وثباتهم في جبهات العزة والكرامة، سيتكلل نصراً مؤزراً على تلك الفئة الضالة الباغية المعتدية، والمتمثلة بمليشيا الحوثي الإيرانية التي ظنت أن الشعب اليمني سيرضخ لها ومخططاتها الخبيثة، إلاّ أن شعبنا وقواته المسلحة ومنذ اللحظة الأولى كانوا أكثر إصراراً لاجتثاثها، قدموا ويقدمون التضحيات الحقيقية بوطنية صرفة، يذودون عن مكتسبات وطنهم وجمهوريتهم في معركة مفصلية لا تختلف عن معارك أخرى فاصلة عاشتها الأمم قديماً وحديثاً.
تعيش تلك العصابة خوفها من هذا الشعب الجبار، كونها تعلم بأن انتفاضة الشعب لن تكون إلا إعصاراً هادراً سيقتلعها وكل شرورها وأفكارها وسمومها، ولم لا!؟. وقد تهيأت له الظروف، وتوافرت العوامل والأسباب، لأن تلك المليشيا الشيطانية لا تريد له إلا الدمار والجهل والقتل والتخلف والفقر والمرض وكل الآفات، مع الاعتبار أن أكبر آفة هي هذه المليشيا، التي باتت تشكل خطراً ليس على اليمنيين والعرب، بل على الإنسانية جمعاء هي وإيران وكل الجماعات الإرهابية التي تدور في فلك هذا المشروع الفارسي الخبيث.
لا مكان للحوثي السلالي، ولا لأحلام وطموحات فارس ومطامع ولاية الفقيه في بلادنا وموقعها الاستراتيجي، ما دام وقواتنا المسلحة ومقاومتنا وقبائلنا تصنع تلك الانتصارات، وما دام الشهداء يسقون تربة هذه الأرض بدمائهم الزكية، وها هم الأبطال في وثبتهم الشامخة ينشدون حياة كريمة غير منقوصة، لا أسياد فيها ولا عبيد إنما الكل متساوون أمام النظام والدستور والقانون.
مزيداً من الثبات والتلاحم أيها الأبطال العظام في كل ميدان ومترس، مزيداً من الانتصارات التي يطرب لها أبناء كل المحافظات، فالنصر سواء في مأرب أو تعز أو الحديدة أو الضالع هو نصر لصنعاء وصعدة والمهرة وسقطرى، وقد جسدتم تلاحماً وطنياً، لا نضير له، أفشلتم خلاله المحاولات تلو المحاولات لشق صفكم والتي تأتي من العصابة إياها، تأكيداً لسلاليتها وتحقيقاً لإماميتها إلا أن ردكم كان صريحاً، بأن اليمني شبّ عن الطوق، وأصبح أكثر وعياً وإدراكاً من أن تنطلي عليه ادعاءات وأوهام وأكاذيب.
أيها الأبطال الميامين لا نرى فيكم إلا النصر والأمل، وقطف ثمرة صبركم ونضالكم سيكون قريباً، عيشوا تلك اللحظة دائماً وأبدا، عيشوها وأنتم تسددون رصاصكم إلى صدر العدو، استلهموا من ثورات تحرر آبائكم وأجدادكم العظام، وها أنتم بعد أيام ستحيون الذكرى الـ 54 ليوم الجلاء، الموافق الـ 30 من نوفمبر 1967، حيث أجبر الأحرار المناضلون حينها أعتى إمبراطورية على أن تأخذ عصاها وترحل من بلادنا، إلى غير رجعة، شكّل رحيلها حينئذ انتصاراً لكل شبر في أرضنا اليمنية، ودرساً تتعلمه الأجيال بأن الشعب هو المنتصر، وأن أهل الأرض والحق لهم الغالبون.