نهج أصيل
التقارب والتلاحم بين القوى السياسية المناهضة للمشروع الإيراني وأداته الحوثية استشعار حقيقي للخطر الأوحد، المهدد لأمن واستقرار بلادنا والمنطقة والعالم، وأن توحيد الجهود لقطع دابر الإجرام والإرهاب طريق لا رجعة عنه، خصوصاً وأن المليشيات الحوثية أوغلت في الدم مستهدفة الجميع دون تمييز، ومستخدمة كل وسائل الإجرام والقتل.
وتعزيز اللحمة الوطنية، وتفعيل كل الطاقات في مواجهة مشروع إيران في بلادنا واجب المرحلة، الذي لا بد أن يتصدر لها كل الأحرار، مصطفين خلف القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية، المشير الركن عبدربه منصور هادي، وبدعم وإسناد من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، كون خطر المشروع الإيراني عابراً للحدود وممزقاً لأواصر المجتمعات عبر أفكار تدميرية خبيثة الكل يدركها، ويدرك أن التساهل معها سيكون له من التبعات والنتائج الكارثية التي لا يحمد عقباها.
ومن هذا المنطلق، احتلت دعوات التقارب والتلاحم الوطني أهمية كبرى، لأنها ستجسد حقيقة وواقع الحكمة اليمانية كنهج أصيل، طالما اختاره اليمنيون سبيلاً في إدارة شؤونهم، إلاّ أنه اليوم أصبح لهم ضرورة للتغلب على المخاطر المهددة لوجودهم ووحدتهم ومصالح جيرانهم والعالم.
الوقوف صفاً واحداً هو أكثر ما تخشاه المليشيا الحوثية الإيرانية، لأنها تعلم بأن ذلك تعجيل في زوالها، وذهاب لمخططاتها التآمرية التي تريد عبرها النيل من الشعب كل الشعب في كل المحافظات اليمنية، فظهر ذلك جلياً في عمليات الإجرام الأخيرة في العاصمة المؤقتة عدن، والتي راح ضحيتها أبرياء من المدنيين، أو من خلال قصفها الصاروخي والمدفعي على منازل المواطنين، سواء في تعز أو مأرب أو جنوب الحديدة.
فاليوم مليشيا الحوثي غدت منبوذة كلياً، كما أنها في أوج ضعفها، والحسم معها عسكرياً مسألة وقت، وإن ظنت واهمة أنها تعيش انتصارها، فكل أعمالها تؤكد هزيمتها نفسياً وميدانياً، تحسب كل صيحة عليها، كما أن غرورها وتبعيتها المطلقة لإيران جعلها تخسر أكثر وأكثر عدة وعتاداً في محافظة مأرب، التي صنع ويصنع فيها أبطال جيشنا ومقاومتنا ملحمة نصر يمانية جديدة.
وكما يتجلى النصر في مأرب، يتضح أكثر التلاحم الوطني، ليدل على شيء واحد، أنه كلما أمعنت تلك العصابة الإجرامية في إرهابها وإجرامها وصلفها، زاد جيشنا صلابة وقوة في قتالها ومنازلتها، وزاد شعبنا إصراراً وتحفزاً لمواجهتها، وهو خير دليل، على أن اليمنيين جسد واحد، وهدفهم واحد، ولن يكون إلا كذلك.