جريمة مزدوجة.. إرهاب الحوثي وسموم المعلبات!

جريمة مليشيا الكهنوت الحوثي- المرتهنة لإيران- التي نفذتها اليوم في معسكر العند، جريمة مشهودة ظاهرة، غير أن مجرمين آخرين مستترون.

مجرمون أكثر خطورة، و أعظم بشاعة . و إذا كانت الجريمة المذبحة؛ قد نفذت بأدوات إرهابية مزدوجة، فإن الشركاء في الجريمة مزدوجون أيضا . فهذه المذبحة البشعة لا بد لها من شركاء ؛ أعدوا، و خططوا، و أعطوا المعلومات،  كما وفروا أدوات الجريمة الإرهابية الجبانة، و كانت مليشيا الحوثي فيها المجرم المنفذ.

ما أشبهها من حيث التخطيط، والمعلومات ،والدقة ، وأداة الجريمة ؛ بجريمة مطار عدن التي استهدفت الحكومة ساعة وصول الطائرة التي تقلها إلى أرض المطار، و ما أشبهها - أيضا - بجريمة سابقة فظيعة، استهدفت قاعدة العند، و راح فيها شهداء و جرحى.

هذه الجريمة و سابقاتها، والتي تشير الدلائل إلى أنها تخرج من وكر واحد، تستدعي بلا شك الوقوف أمامها ومعرفة خفاياها، وخباياها، و المتسترين وراءها، وأكثر من يجب أن يقف أمامها بصدق و مصداقية أولئك الذين يدفنون رؤوسهم في الرمال، و يتركون ما عدى رؤوسهم مكشوفة بلا حياء و لا غطاء .

لا يشبه هؤلاء الذين يدفنون رؤوسهم، إلا أولئك الذين يغيبون عند الجرائم الفظيعة، و يفسرون عشرات التفسيرات، و التأويلات، و التحليلات ؛ إذا ما انفجر إطار سيارة بشارع جمال بتعز، بينما يتبخرون ، و يتلاشون كسراب بقيعة عند الجرائم و المذابح، حيث يبتلعون ألسنتهم، و يدفنون رؤوسهم! 

عدن ظهر تعز، و تعز ظهر عدن، و لا يُطعن الرجل من الخلف إذا كان الظهر مسنودا، ومحميا، و إنما يطعن من الخلف حين ينكشف ظهره، فمن يقف وراء أن تبقى عدن مكشوفة الظهر ؟ و من يقف وراء أن تبقي تعز مكشوفة  الرأس !؟ وبمعنى أدق و أوضح من يقف وراء أن تبقى اليمن مكشوفة الظهر و الرأس !؟ 

والسؤال الأكثر إلحاحا يتجه إلى أولئك الذين لايرون غضاضة في تمزيق الصف الجمهوري، و لا يجدون حرجا ؛ في تعطيل أحاسيسهم، و مواقفهم، ويجمّدون تفكيرهم انتظارا لتوجيهات معلّبة تأتيهم ؛ ليتماهوا في تفكير تلك المعلبات !

ما كان للعند أن تقصف لو أنه لم تكن هناك قيود فُرضت للحيلولة دون استكمال تحرير تعز ! و ما كان لمطار عدن أن يبقى تحت التهديد، لو لم يكن هناك حصار مزدوج يحاصر تعز .

فهل آن للجمهوريين أن يكونوا جمهوريين حقا و حقيقة، و هل آن لأولئك البعض من الجمهوريين أن يركلوا التسريبات المعلبة، و يتعاملوا مع حقائق الميدان، وأن يتعاطوا بحزم مع مطالب وطموحات الشعب و الوطن !؟

إن هذه الجريمة المذبحة، يفترض فيها أن تكتل الشعب اليمني كله، من أقصاه إلى أقصاه  بدون أي مسمى غير مسمى الشعب اليمني، واليمن الجمهوري. 

فهل تستطيع القلة التي تأثرت بالمعلبات، أن تستغني عن تلك المعلبات!؟ لننطلق جميعا كصف جمهوري صميم لننتصر للثورة و الجمهورية، و للشعب و الوطن !!؟

مقالات الكاتب