موقف ثابت وراسخ
حرص القيادة السياسية في التعامل الإيجابي مع القضايا الوطنية عبر الحوار والتفاوض سياسة ونهجاً ثابتاً وراسخاً، تتمسك به كرؤية ثاقبة، تتجلى فيه الشفافية والوضوح حكمة يمانية عقلانية، تؤمن بمبدأ الحوار والسلام لتغليب مصلحة الوطن والشعب على كل المصالح الأخرى، خصوصاً إذا تعلق الأمر بتجنيب البلاد ويلات الحرب ودرء الاقتتال ولغة السلاح والرصاص.
هذا النهج يتجدد اليوم في موقف وطني خالص وصادق بالترحيب والتعاون مع المبعوث الأممي الجديد ومواصلة التعامل الإيجابي مع المساعي الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء انقلاب مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، ووقف حربها الظالمة على اليمنيين والوصول إلى سلام حقيقي عادل، مستندا إلى المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خصوصاً القرار 2216.
ويأتي هذا النهج كمنطلق نابع من المسؤولية الوطنية، حيث يسعى إلى تحقيق آمال وتطلعات اليمنيين كافة، والانتصار لإرادتهم وخيارهم في بناء دولتهم العادلة وحاضرهم ومستقبلهم الواعد.
موقف ثابت وراسخ يحترم القرارات الدولية والأممية، يقابله رفض متكرر ومستمر من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، لكل الدعوات والمبادرات الرامية إلى السلام، من خلال تصعيدها المستمر في حربها الظالمة على اليمنيين واستهداف دول الجوار بالصواريخ والطائرات المفخخة وتهديد أمن واستقرار الملاحة الدولية، كشواهد قاطعة على تعنت المليشيا ورفضها للمبادرات محكوم بأوامر من ملالي إيران.
أمام ذلك التصعيد لن يطول صبر وحكمة شعبنا، كما أن الواجب الوطني والمسؤولية الدستورية تحتم على الحكومة وقواتها المسلحة القيام بواجبها بالدفاع وحماية المواطنين وفرض هيبة القانون، وهي على أهبة الاستعداد لذلك، وقادرة على تحقيق الأمن والاستقرار واستعادة الدولة ومؤسساتها عاجلاً غير آجل.
وما يصنعه الأبطال ميدانياً، ومعهم رجالات المقاومة الشعبية، في صمود منقطع النظير، بمختلف الجبهات والميادين، هو من سيفرض شروطه على كل المسارات، كما هو القادر على إنهاء كل أشكال التمرد والانقلاب، في تأكيد بأن الجيش الوطني والمقاومة وأحرار اليمن، هدفهم هو أن يحيا الشعب كل الشعب بسلام عادل تحت مظلة المؤسسات الدستورية والحكم الرشيد، تحميه مؤسسة عسكرية وأمنية قادرة على وأد كل الفتن والمؤامرات، التي تحيكها- كل ما سنحت لها الفرصة -خفافيش الظلام، وسدنة كهوف الجهل والاستبداد.