الدكتور الزعوري.. قائداً تربوياً فذاً ووزيراً ناجحاً

وفقاً لإتفاق الرياض الذي تضمن تشكيل حكومة بالمناصفة بين الجنوب والشمال.. تم ترشيح الدكتور محمد سعيد الزعوري من قبل رئيس المجلس الإنتقالي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي ليمثل المجلس الإنتقالي في حكومة المناصفة وزيراً للشؤون الإجتماعية والعمل. 

وجاء إختيار الدكتور الزعوري من قبل المجلس الإنتقالي وفقاً لمسيرته النضالية والعلمية وكفاءته الإدارية.. ولو أخذنا بعضاً مما حققه من نجاحات في محطته الإدارية الأخيرة قبل أن يكون وزيراً.. 

حيث كان يشغل مديراً لمكتب التربية والتعليم بمحافظةلحج ولمدة اربع سنوات استطاع خلالها أن يخطو بالتعليم في لحج نحو مراحل متقدمة تمثل ذلك في ديمومة التعليم في اكثر من 700 مدرسة حكومية ووصل عدد الملتحقين بالمدارس الأساسية والثانوية الى مايقارب ربع مليون متعلم.. كما تم ترميم وإعادة تأهيل الكثير من  المدارس في مختلف المديريات.. وكذلك إعادة إعمار لمدارس تم تدميرها خلال فترة التحرير من الحوثة وبناء مدارس جديدة.. 

كما وقف الدكتور الزعوري مع المعلم ومطالبته بحقوقه ،  وخاطب السلطات المحلية والمركزية وبقوة دون تردد بأن التعليم لا يمكن  إصلاحه دون الإهتمام بالمعلم..ولن يقوم المعلم بواجباته دون أن يوفر لأولاده حياة كريمة ولن يتأتى ذلك إلا بإعطاءه حقوقه.

 كثيرة النجاحات التي حققها الدكتور الزعوري ومعه صف من القيادات التربوية والتعليمية..

 وكان لابد من الوفاء والإعتراف بقدرات هذا الرجل فقد أصدر المكتب التنفيذي بمحافظة لحج قرار إشادة بجهود الدكتور محمد سعيد الزعوري مدير عام مكتب التربية والتعليم أنذاك في إستنهاض العملية التربوية والتعليمية من خلال الإنجازات التي تحققت في العام الدراسي  ٢٠١٧_٢٠١٨م. وهي شهادة تمثل مصدر فخر واعتزار ، فلم تقف شحة الإمكانات عائقاً أمام أصحاب الهمم العالية، فقد استطاعت القيادة التربوية إضافة لجهودها في تطوير التعليم وتحسين جودته ومحاربة ظاهرة الغش ، تنفيذ عدداً من المناشط والفعاليات الكبيرة والمتميزة التي منها على سبيل المثال لا الحصر (المعرض الزراعي الحيواني) بتبن ، و(المعرض العلمي التعليمي ) في الحوطة المحروسة اللذان أبرزا مستوى التميز والإبداع لطلاب وطالبات مدارس المحافظة ، وكذا إنتظام تكريم أوائل الثانوية العامة نهاية كل عام دراسي لمكافأة هذا التميُُز والإبداع والسعي للمحافظة عليه وتطويره والإرتقاء به، لتحقيق الهدف من التعليم وهو صناعة الجيل المتسلح بالعلم الذي يصنع مستقبلاً مشرقاً للوطن والأمة.

وفي منتصف سبتمبر كرمت قيادة السلطة المحلية بمحافظة لحج وللمرة الثانية  الدكتور محمد سعيد الزعوري مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة آنذاك بشهادة شكر وعرفان لجهوده في النهوض بالعملية التعليمية بالمحافظة رغم شحة الإمكانيات بحضور  الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة لحج الأستاذ عوض الصلاحي ومدير أمن محافظة لحج اللواء صالح السيد وعدد من مدراء المكاتب التنفيذية ومدراء عموم المديريات.. على هامش اجتماع المكتب التنفيذي الإعتيادي للمحافظة

حيث أشاد الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الأستاذ عوض الصلاحي بدور مدير مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة الدكتور محمد سعيد الزعوري في استقرار العملية التعليمية وحاز الريادة وبجدارة وتفوق بين المكاتب الوزارية بالمحافظة.

حيث استطاع ومعه الكوادر التربوية والتعليمية تحقيق خطوات متقدمة في العملية التعليمية رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجهه.

لذلك نقول لمن زلّت أقلامهم في كتابة الحقائق.. تلك لمحة بسيطة مما حققه الدكتور محمد الزعوري خلال قيادته للعملية التربوية والتعليمية بلحج.

 وما جاء إختياره من قبل المجلس الإنتقالي ممثلاً بالقائد عيدرس قاسم الزبيدي ليشغل وزيراً للشؤون الإجتماعية والعمل إلا لمعرفته بقدرة الرجل في النهوض بالوزارة وتحقيق نجاحات أخرى.

وكما جاء في اللقاء الصحفي الذي أجراه الصحفي أكرم أمان من يمن تايم في الثامن من الشهر الجاري.. قال معالي الوزير الدكتور الزعوري "متحدثاً عن وزارته  الجديدة" وجدنا عدد الموظفين لا يزيد عن عدد الأصابع.. لا قاعدة بيانات.. لا أجهزة حواسيب.. لا أثاث.. أغلب الإدارات العامة المهمة مغيبة.. تداخل المهام مع وزارة التخطيط.. سيطرة صنعاء على جميع الموارد المالية المقدمة من المنظمات الدولية".

تلك المعوقات لم تثن الوزير الزعوري من الإستمرار في إعادة بناء وهيكلة الوزارة وسعى جاهداً في التصحيح وأعاد مدراء العموم التي أركنتهم القيادة السابقة وتم تفعيل الإدارات المهمة ووكلاء القطاعات وخلال فترة بسيطة دبّ العمل في ديوان الوزارة وحدثت نقلة نوعية من خلال العمل المؤسسي المنظم المرتكز على مبادئ  علم الإدارة وتطبيق نصوص القوانين والنظم واللوائح المنظمة للأعمال وفقاً لخطة مزمنة أُعدت من قبل قيادة الوزارة ومستشاروها.

وحققت الوزارات نجاحات متسارعة..حيث حصلت العاصمة عدن على اكبر عدد من المشاريع والبرامج  أهمها إدراج مايزيد عن ٧ آلاف من الأُسر الأشد ضعفاً ضمن مشروع الحوالات النقدية الإنسانية ومايقارب ٤ آلاف طفل معاق اقل من ١٨ سنة على حوالات نقدية كاش بلاس من اليونيسف.. وتم صرف الحوالات النقدية الطارئة الدفعة التاسعة والعاشرة..كما تم صرف مستحقات الجمعيات والمتعاقدين والفئات المستهدفة من قبل صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وبزيادة ٥٠٪ واصدار تعاميم لوقف اي تجاوزات او تداخل في الصلاحيات وتم عقد لقاء تشاوري لمديري مكاتب الوزارة في المحافظات والمنظمات والمؤسسات لبدء عمل مؤسسي منظم بعيداً عن العشوائية والتجاوزات والإلتزام الصارم بالقوانين واللوائح.

وبرز من الناس من يتهم وزارة الشؤون الإجتماعية انها مسؤولة عن المنظمات الدولية وتلهث ورائها.. ولتوضيح هذا الموضوع مرة أخرى نعود لما قاله معالي الوزير الدكتور الزعوري خلال اللقاء الصحفي مع يمن تايم.. قائلاً "بلغ إجمالي عدد المنظمات المرصودة حتى الآن بحدود (73) منظمة في اليمن عموماً، غير إن التي لديها اتفاقيات سارية المفعول مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي عدن وتقدمت بطلب التسجيل لدى الوزارة وصل عددها تقريبا إلى (54) منظمة فقط ، ومهمة الإشراف المباشر على عمل هذه المنظمات يرتبط بشكل كبير بوزارة التخطيط ، بينما وزارتنا تقوم بالإشراف على المؤسسات والجمعيات المحلية التي تعقد شراكة مع هذه المنظمات ، ومازلنا حتى الآن نفتقر للوسائل والإمكانيات المادية والتجهيزات للقيام بهذا الدور على الوجه الأكمل سواء على مستوى ديوان الوزارة او مكاتبها في المحافظات التي تعمل بغير موازنات تشغيلية ، ودورنا يتوقف حالياً على المراسلات والتعاميم والإجراءات الإدارية التي تنفذها الإدارة العامة للجمعيات كجزء من أعمال الرقابة والإشراف على انشطة المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني".

وأضاف الوزيرالزعوري..قائلاً "وزارة التخطيط والتعاون الدولي ، بدون التنسيق مع الوزارة، بعقد الاتفاقيات الأساسية للتعاون مع المنظمات الأجنبية، وتخاطب الخارجية باستقدام العاملين الأجانب في تلك المنظمات، أيضاً بدون التنسيق مع الوزارة، ثم تحرر رسائل للوزارة بمنح الأجانب تصاريح عمل.. وهنا يصبح من الصعوبة أن تقدم الوزارة رأياً حول العامل الأجنبي من حيث مدى توفر المؤهلات والخبرات في العامل المحلي أو اشتراط وجود نظير محلي للأجنبي. أو مدى انطباق مؤهلات الأجنبي وخبراته للوظيفة التي تم استقدامه للعمل فيها".

ختاماً نقول.. هذا هو الدكتور محمد الزعوري لا يكل ولا يمل.. ولن يلتفت لأي خزعبلات إعلامية مأجورة هدفها النيل من النجاحات المتسارعة التي حققتها الوزارة وخلال فترة قصيرة.. لم يكن أحد يسمع بهذه الوزارة سابقاً فأصبحت اليوم حديث الناس واهتمامهم وتقديرهم لما قدمته من خدمات انسانية للمجتمع. وكما يقال لا تُرمى الاّ الشجرة المثمرة.

فكما كان الدكتور الزعوري قائداً تربوياً فذاً فهو حقاً وزيراً ناجحاً.

مقالات الكاتب