عن حديقة البركاني!

دار حديث طويل حول هذا التوصيف الذي استخدمه البركاني، وربما سأختلف مع بعض الأصدقاء في جانب منه. أنا  لا أعرف البركاني من قبل، ولا أطمع في معرفة أي من القيادات التي خذلتنا في أصعب اللحظات، وأدارت ظهرها في أهم المعارك.

تعلمون أني أقدس هذا الوطن حد التطرف، يعرف ذلك كل من سمع مداخلاتي، أو محاضراتي الجامعية، ولعل طلبتي يذكرون أني قلت في إحدى المحاضرات: أقسم لكم أن الشعب اليمني سينتصر ولكن حينما يصبح اليمن عنده أهم من مكة والقدس، ويصير الزبيري والنعمان وعلي عبدالمغني والثلايا والشدادي والقشيبي والوائلي والأبارة والجماعي، والشبلي.. وغيرهم من الأحرار والرموز الوطنية أهم مليون مرة من جمال عبدالناصر وميشيل عفلق وصدام حسين وحسن البنا وأحمد ياسين وغيرهم ..سينتصر هذا الشعب حينما يكون اليمن أمه وروحه وعرضه وشرفه، وتحية العلم أنشودته وقافيته..

وبالعودة إلى موضوع البركاني مع استنكاري وامتعاضي من أداء قيادة الشرعية الهزيل، إلا أني بهذا الشأن أقول: عند الحكم على أي عبارة في خطاب ما لابد من معرفة سياق الخطاب، الذي بدوره يحدد القصد والمغزى ومعرفة مقتضى حال المرسل والمستقبل، وهو ما يمكننا من الحكم عليه،ومن سياق خطاب البركاتي، فالرجل لم يكن قاصدا تحقير اليمن أو تقزيمه، وإنما استخدم المصطلح بمعنى الإسناد والظهر والمحيط لدول الخليج..

وكما أني منحاز للحقيقة واحتراما لتخصصي في علم الخطاب، فأنا أيضا ضد تجزئة الأحكام وانتقاء الاحتجاج، واستدعاء الماضي بكل علاته،  لا سيما ونحن اليوم في وضع مختلف، ومحاسبة قيادة الشرعية ينبغي أن تكون شاملة للأقوال والأفعال.

وإذا كنتم جادين فعلا، فاليمن حاليا في وضع أسوأ بكثير من الحديقة الخلفية، لقد أصبحت عاصمته مستعمرة إيرانية، وبقية المحافظات التي تحت هيمنة الحوثي محافظات محتلة يمارس فيها الاحتلال أبشع الجرائم. 

وحتى لا نفرغ جهودنا في محاكمة البركاني، تعالوا لنسأل عن مصير اتفاق الرياض وعودة الحكومة الشرعية لمزاولة عملها وإدارة المعركة واستعادة الدولة عندها سنقول للعالم لسنا حديقة خلفية لأحد بقدر ما نحن الجمهورية اليمنية العظمى.

مقالات الكاتب