رهان النصر
دلالات عميقة حملتها زيارة وزير الدفاع الفريق الركن دكتور محسن الداعري إلى مهد الوعي الوطني مدينة تعز التي جسدت رمزية الصمود والإصرار في الحفاظ على الجمهورية والوقوف في وجه المشروع السلالي الكهنوتي وكل محاولات الارتداد والانكسار، لتعيد تسليط الضوء على الدور التاريخي النضالي لأبناء هذه المحافظة الممتد لعقود من الزمن كقلعة حصينة حامية وحارس أمين للجمهورية ومبادئ الثورة اليمنية وتضحيات اليمنيين الأحرار.
لم تكن الزيارة بروتوكولية أو عابرة، بل خطوة استراتيجية حملت أبعادا ورسائل عسكرية وسياسية وشعبية عميقة، تؤكد في المقام الأول أن تعز هي قلب الوطن النابض وصمام أمان الجمهورية، والطلقة الأولى في المعركة الوطنية في استكمال استعادة مؤسسات الدولة اليمنية، ومركز الإشعاع الجمهوري الذي لا يخبو نوره مهما اشتدت العواصف.
في قلب المدينة التي أنهكها حصار مليشيا الإرهاب الحوثي، شهد الوزير عرضا عسكرياً رمزياً لوحدات من قوات الجيش الوطني، أقيم في شارع جمال، وسط حشود جماهيرية غفيرة، في مشهد جمع بين العزة والفخر والتحدي، فكان العرض أكثر من استعراض للقوة، وتأكيد حي على جاهزية القوات المسلحة واستعدادها الكامل لمواصلة المعركة، واستعادة مؤسسات الدولة، ورسالة واضحة بأن الجيش يستمد قوته من حاضنته الشعبية، وأن مشروع الجمهورية متجذر في وجدان أبناء المحافظة لا تضعفه الحروب ولا الحصار، بإشادة واضحة تجلت في مختلف لقاءات وزير الدفاع بالقيادات العسكرية والأمنية والمحلية في المحافظة، باعتبار أن تعز كانت وستظل في طليعة الصف الجمهوري، تسطر الملاحم، وتدفع ثمن الحرية بثبات وعزيمة نحو تحقيق النصر المؤزر.
وفي المقابل، تتجلى بوضوح ملامح التخادم القذر بين جماعات الإرهاب المتمثل في مليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش، الذين يجمعهم هدف ضرب مؤسسات الدولة، واستهداف القوات المسلحة والأمن وقادتها؛ لإرباك الصف الوطني وإقلاق السكينة العامة وإطالة أمد الفوضى، إلا أن هذا التحالف الأسود، الذي يجمع أدوات الخراب والظلام، لن ينال من عزيمة الأبطال، أو يضعف من معنوياتهم؛ لأن إرادتهم تستمد قوتها من إيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم وواجبهم الديني والدستوري في حماية الوطن والجمهورية ومكتسباتها.
