المجتمع الدولي والعربدة الحوثية
شهية القتل والدمار لدى مليشيا الحوثي تكبر أكثر كلما سفكت بصواريخها البالستية دم النساء والأطفال والشيوخ بل وعموم المدنيين والنازحين الفارين من بطشها وفظاعة إجرامها إلى محافظة مأرب.
محفزات جوع المليشيا الإجرامية للقتل كثيرة وفي مقدمتها طول نفس المجتمعين الإقليمي والدولي وصبرهما غير المبرر على توالي جرائم المليشيا بحق أبناء الشعب اليمني عامة ومأرب خاصة التي أصبحت هدفا يوميا لصواريخ إيران ومسيراتها التي تسرح في فضاء مأرب رغما عن أنف منظومات الباتريوت المكدسة في مخازن بعض دول الإقليم المعنية بشكل مباشر بما يجري على الساحة اليمنية من حرب مدمرة تعربد فيها المليشيا المدعومة من إيران بلا حدود وكما تشاء.
نعم تعربد في طول البلاد وعرضها بأسلحة إيران تضرب هنا في اليمن وتقصف هناك داخل المملكة على مرأى ومسمع الجميع ورغما عن أسلحة لو منح جزء يسير منها للجيش الوطني لكفى اليمن والمنطقة شر القتال.
إن استمرار مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ مواقف ضاغطة على المليشيا للقبول بمبادرات السلام أمر غير مجد بل ومضيعة للوقت لأن المجتمع الدولي ومنذ سبع سنوات يرى بأم عينيه ويسمع بأذنيه جرائم الحوثي ومن خلفها إيران وهي تفتك بالأبرياء في مدن اليمن وأريافها ومناطق المملكة ولم يحرك ساكنا إنسانيا لإيقاف هذه المليشيا عند حدها وكل ما يستطيعه بناء على أجندة مصالحه وعبر المنظمة الدولية توالي إرسال مبعوثين أمميين فشلوا جميعا في تحقيق أي اختراق لصلف المليشيا وتعنتها إزاء ما يتعلق بالسلم ووقف الحرب بناء على مرجعيات أقرتها مع كافة مكونات العمل السياسي والمدني في البلاد.
الملف الإنساني وليس غيره هو ما يعمل فيه المجتمع الدولي ومبعوثو الأمم المتحدة إلى اليمن باعتباره ملفاً اقتصاديا يحقق ربحية كبيرة لكثير من المنظمات التابعة للأمم المتحدة ومجنديها في اليمن والإقليم بل والعالم المستفيدين من استمرار الحرب في اليمن إلى أجل تتحقق فيه مصالحهم في المنطقة.
الدماء التي تراق يوميا في مأرب خاصة وفي كثير من مناطق اليمن ليست ذات شأن لدى المجتمع الدولي، كف يد الحوثي عن استهداف المدنيين والنازحين في محافظة مأرب الصامدة أمام ترسانة إيران المكدسة في مخازن المليشيا والمعززة باستمرار من مخازن إيران عبر ميناء الحديدة الذي كلما تحرك الجيش لتحريره صرخ المجتمع الدولي محذرا بذريعة ضخامة الكلفة الإنسانية التي لم يأبه لها في كل من محافظتي مأرب وتعز.
لا مناص من إطلاق يد الجيش الوطني وتعزيزه بكل متطلبات الحسم حتى لا تستمر الكلفة الإنسانية بالنمو والاتساع أكثر فأكثر، وما دون ذلك ليس سوى عبث بحياة شعب ومقدرات أمة.