وداعا رجل التعايش والحوار

بقلوب مؤمنة بقضاء الله تلقينا يوم أمس 13 مايو 2021 نبأ وفاة الأخ المناضل والصديق العزيز ((العميد علي محمد السعدي)) القيادي في الحراك الجنوبي السلمي، سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

لقد فقدنا برحيل العميد السعدي أحد النماذج الصلبة والنزيهة التي ظلت صابرة على الظلم والإقصاء في مراحل النضال المختلفة، ولم تلوث يدها بمشاريع الدم والصراعات التمزيقية الضيقة، ولم تسقط أمام الإغراءات المادية رغم كل الظروف الصعبة.

لقد فقدنا أحد أصوات العقل والحكمة والحوار، وأحد أبرز قيادات الحراك الجنوبي السلمي التي حملت في السنوات الأخيرة مشروعا للتصحيح داخل صفوف الحراك وعلى مستوى الساحة الجنوبية نحو تجسيد قيم التصالح والتسامح، ورفض مشاريع الإقصاء والصراعات المناطقية، وتحرير القضية الجنوبية من الاستقطابات الخارجية، وحلها في إطار اليمن الاتحادي الكبير.

لقد كانت شخصية الفقيد محل قبول من مختلف القوى السياسية حتى تلك التي تختلف معه في الرؤى والأهداف، وذلك لما كان يتصف به الفقيد من سعة صدر وروح تعايش وثقافة حوار. وقد كنا خلال الأشهر الماضية على تواصل مستمر مع الفقيد ضمن طيف واسع من القوى السياسية بهدف إيجاد أرضية لحوار سياسي ينقذ الحالة السياسية في الجنوب من وضع التردي الذي وصلت إليه، وكانت شخصية العميد السعدي هي الدينمو لهذا النشاط، ومحل إجماع الجميع.

لقد فقدنا رجل الحوار والاعتدال والتعايش، ونسأل الله تعالى أن يخلف على الوطن خيرا، ولا نقول إلا ما يرضي الله: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

مقالات الكاتب