أبيعُ نفسي!

توطئة : هذه ليست آراء ثمة حقيقة تجوب الارجاء.

قبل عدة اشهر من اليوم اتصل بي رجل الأعمال عباس صنيج هاتفيا من المملكة العربية السعودية واخبرني انه يحمل عرضا من قيادة المجلس الانتقالي وطلب مني التوجه الى مقر المجلس حاملا معي طلباتي الخاصة التي قال انها ستٌلبى في حال الاتفاق على العمل (سوية) .

كان الرجل في اتصاله ودودا لطيفا بالغ الاحترام وبذات الاحترام رددت عليه موضحا انني لا املك أي مطالب خاصة وان كل ما اطلبه من قيادة الانتقالي هو السماح لي بممارسة عملي دونما تضييق، مثلي مثل إي صحفي يعيش في عدن ومنها يمارس مهام عمله ونحن علمنا لسنوات دونما اعتراض من احد وهذه شهادة اقولها بكل صدق.

انتهى الاتصال يومها بكل ود وترحاب وعشت حياتي الطبيعية ومارست مهام عملي وكل طاقم مؤسستي دونما إي اعتراض من احد حتى تكرر الطلب مجددا قبل حوالي اسبوعين من قيادي في المجلس الانتقالي وبذات التقدير والإحترام اسمعته ذات ردي السابق.

بمختصر بسيط لا اريد الا ان أقول كل ما اؤمن به.

أخبرته بكل لطف اني لي قناعتي التي لا استطيع التنازل عنها وانني أكن لهم كل حب وتقدير.

مرت الأيام حتى فوجئت قبل أيام بالتعميم الصادر عن مكتب الإعلام بعدن والذي يقضي في مخالفة واضحة وصريحة للقانون بضرورة حصول كافة المؤسسات الإعلامية من المكتب على تصريح رغم حصول كافة الصحف على تصاريح عمل صادرة من وزارة الإعلام وسارية المفعول.

والناظر الى خارطة المؤسسات الإعلامية في عدن لن يجد التعدد الذي قد يظن البعض وجوده ومؤسسة "عدن الغد" التي اقف على رأسها هي ربما اخر مؤسسة إعلامية مستقلة غير محسوبة على الانتقالي ولا وجود لمكتب او عمل رسمي لأي مؤسسة إعلامية أخرى .

مثل هذه الإجراءات التعسفية ربما هي الطريقة الأخيرة لإغلاق مؤسستنا واجبارها على العمل من محافظات أخرى وهذا الأمر لن يغير من الامر شيئا بالنسبة لنا لان نشاطنا الالكتروني هو الأكبر ولايستطيع احد حجبه او منعه.

خلال السنوات الماضية خضنا منافسة شديدة في عدن وتفوقنا ليس بشهادتي ولكن بشهادة الواقع على الأرض وبشهادة لغة الأرقام والاحصائيات والطريف في الامر اننا كنا المنصة الإعلامية الأكبر التي خاطب من خلالها "الانتقالي" ذاته انصاره.

لايحتاج الانتقالي ولا القائمين على سلطاته المسلحة في عدن لتكميم الأصوات الصحفية المستقلة ومصادرة نجاح بعض المؤسسات الصحفية العاملة في عدن على قلتها.

ثمة مشكلة يعاني منها المجلس الانتقالي في إعلامه وهو بحاجة الى الاعتراف بها والسعي لإصلاحها وعلاجها.

في الأمسية الأخيرة التي أقامها المجلس الانتقالي أصرت قيادة المجلس ان اتحدث رغم انني جئت ليلتها لكي استمع لا اكثر ، كمنافس احتاج ان أرى منافسي وكيف يعمل وما الذي يريد ان يقوله؟.

امسكت ليلتها بالمايكرفون واخبرتهم ان لديهم إعلام كبير لكنه مترهل وكسيح و عاجز عن اقناع احد او اجتذاب مشاهدين ، اخبرتهم أيضا ان المشاهد الإنتقالي يحرص على مشاهدة قناة بلقيس اكثر من مشاهدته لقناة الانتقالي وان القارئ الانتقالي يثق في الخبر الذي تنشره وسائل الإعلام  المضادة اكثر من ثقته بوسائل إعلامهم ذاتها.

اخبرتهم ليلتها ان الحراك الجنوبي بمحدودية امكانيته نجح في هزيمة الالة الإعلامية الحكومية التي واجهته يومها على ضخامته.

قلت لهم ان عليهم اقناع إعلاميهم بعدالة قضيتهم لا بإنتظار عدد الأيام لإستلام الحوالة المالية .

لايحتاج المجلس الإنتقالي لإجبار الصحفيين في عدن على استخراج رخص مزاولة عمل منه لأنه وببساطة يعمل الصحفيون منذ 3 سنوات واكثر في عدن تحت رقابة البندقية ، البندقية التي تحول دون نشر كل شيء ،قول كل شيء ونحن لانقول كل شيء ولانستطيع .

ولايحتاج الانتقالي لشراء ذمم صحفيي ما فالقضايا العادلة تنتصر بذاتها.

ليست مشكلتنا ان تفوقنا ونجحنا ربما ان مثل هذه الأشياء حظا عاثرا لكنها ليست مشكلة ابدا

ضاع الجنوب ذات يوم حينما صودرت كل الأصوات المخالفة واصبح الوطن سجنا كبيرا واليوم يتكرر ذات المشهد وكأن التاريخ الكسيح لايعرف موطنا سوى هذه البلاد لكي يتقيأ فيها مرتين..

حفظ الله اليمن وشعبها العظيم

مقالات الكاتب