الإدارة الأمريكية وهولوكوست صنعاء
أخطأ الرئيس الأمريكي "جو بايدن" حين عمل على إلغاء قرار سلفه ترامب تصنيف مليشيا الحوثي، جماعة إرهابية رغم إدراكه أن الجماعة موغلة في قتل اليمنيين وتهديد أمن دول الإقليم وأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وهي الكوارث والممارسات الإجرامية، التي كان عليه من خلالها إدراك فداحة ما سيقدم عليه من خطيئة في حق الشعب اليمني ودول الإقليم بل والعالم الذي بدأت بعض دوله تكتوي بنار جرائم المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
لقد استغلت المليشيا الإرهابية قرار إلغاء تصنيفها جماعة إرهابية لممارسة شتى صنوف الإرهاب وسفكت دماء اليمنيين في معظم محافظات البلاد من خلال قصف المدن الآهلة بالسكان بقذائف المدفعية والدبابات بل الصواريخ البالستية وزجت بآلاف الأطفال إلى محارق الموت في جبهات القتال خصوصا في محافظة مأرب التي ضحت فيها المليشيا بآلاف الأطفال في محارق الجبهات.
كل هذه الدماء التي سالت كانت نتاج إساءة تقدير خاطئ إزاء جماعة إرهابية لا تقيم للمثل والقيم الإنسانية وزنا مثلما تقيم وزنا لإشباع رغبتها الإجرامية بالقتل والتدمير مدفوعة بأيديولوجية شعارها الدم والموت.
لم تكتف هذه العصابة الإرهابية بقتل اليمنيين بل عمدت إلى ارتكاب هولوكوست جديد بحق المهاجرين الأفارقة الأثيوبيين الذين رفضوا الاستجابة لطلبها الانخراط في القتال إلى جانبها ضد أبناء الشعب اليمني حيث عمدت إلى احراقهم داخل سجن كبير في عمل إرهابي نازي فظيع.
والسؤال المهم الذي يجب أن تجيب عليه الإدارة الأمريكية ممثلة برئيس الإدارة جو بايدن هو:
ماهي مكفرات الذنب التي يمكن أن تقوم بها الإدارة الأمريكية إزاء الفظائع التي قامت بها المليشيا الحوثية في حق اليمنيين والسعوديين وابناء طائفة الاورومو الاثيوبية ولكي تتحاشى بالتالي قيام المليشيا الإرهابية المدعومة من إيران بجرائم هولوكوستية جديدة اعتمادا على قرار الإلغاء الذي - حسب تفسيرها له- منحها حق قتل كل من يعارض سياسة مسيرتها الشيطانية؟.
مازال هناك متسع من الوقت لتنتصر الإدارة الأمريكية لنفسها وإزالة ما علق بسمعتها من سواد جراء قرار خاطئ شكل كارثة على شعب مسالم ينشد الحرية والعيش الكريم ضمن عالم تقول أمريكا نفسها ومعها دول أوروبا أنها تعمل فيه على تحقيق السلام والعدالة والرفاه لكل البشر.