ثقافة الدولة أولا!!
عندما تصدر صحيفة رسمية تحمل هوية الدولة في محافظة بحجم حضرموت ويستمر إصدارها بشكل دوري هنا تأكيد على حب ثقافة الدولة وتكامل مؤسساتها..
كل الجهود المخلصة لإعادة بناء المؤسسات لست مجرد نزهة أو فعل عاطفي بل عمل تراكمي يقوم به المنتسبين لهذه المؤسسة أو تلك في إطار اختصاصات رسمية..
ثقافة الدولة تعبير جامع لمصالح عامة المواطنين لا تعبيرات قاصرة يتخذها البعض وقودا له ويوظفها طبقا لمصالحه الخاصة..
لن يقوم بهذا السلوك سواء الصغار وعديمي الوعي المعرفي والثقافي والوطني..
لم تتراجع ثقافة وجود الدولة إلا عندما طغت ثقافة الفساد واجتاحت مؤسسات الدولة وغاب عن مقاومة الفعل الفاسد ناظم وطني يشكل قوة أخرى تشكل عامل توازن وطني يتسلح بمشروعية قانونية لمواجهة منحى الانحراف لتغليب مصالح ضيقة على صالح عام..
التحولات العميقة في مسار وضعية المرحلة الانتقالية لاكتمال عملية البناء واجهة مخاطر إرث قوى واطراف مشروع الدولة العميقة التي تشعر بأن ترسيخ مفهوم وقيم المساواه والعدالة الانتقالية والشراكة الوطنية في الحكم والسلطة والثروة يشكل أضعاف لمراكزهم وتقوية لأطراف أخرى كما يعتقدون ؟؟!!
درجة الرغبة في صياغة خارطة تحالفات أخرى وجديدة تعيد مفهوم وثقافة وهيمنة أطراف أخرى كاواجهة لرغبات وسياسات لا تتفق توجهاتها مع قيام دولة عادلة تحمل ثقافة المدنية والمساواة..
الأمر المؤسف تتوجه كل الطاقات والقدرات والامكانيات ومواقع القرار باتجاه تعزيز وجود قوى تقليدية على حساب القوى المدنية وحملة شهادات المعرفة صاروا خارج حسابات مشروع البناء المؤسسي !!
تارة باسم التوازنات وتارة أخرى نوع من الترضيات والمأساة أن أمة مثقفين ويحملون شهادات علمية بجارون الوضع ولا يقاومونه بل يصطفون مع مسار اخر نقيض للمدنية وثقافتها ؟
فحكاية المزج بين طرفي الصراع نوع من العبث ولا يؤدي إلى نتيجة لتحقيق الهدف المنشود بقدر ماهي أرضية مناسبة لزراعة بؤر التوتر مستقبلا عند اي عملية التحول سرعانا مايحصل التصادم..
والحاصل أن آلية الصراع لن تتوقف طالما أن البيئة المحيطة تغذي بمداخلات تحمل خصائص قابلة للتهجين والتطويع حسب طلب المخرج والممول..
وهكذا تستمر الحكاية حتى تحدث هزة عميقة في منابع مصادر الإنتاج مهما كانت كلفتها ومترتباتها لصناعة تحول جذري في معادلة الصراع لصالح مشروع المجتمع المدني.