كونوا ديمقراطيين وكفى
تهانينا للشعب الامريكي بتجربته الديمقراطية الرائدة , وما تمخض عنها من ارادة شعبية , علينا كأمة عربية وإسلامية , و كيمنيين ان ننظر للمشهد الديمقراطي كفخر وامتنان للشعب الأمريكي , لا علاقة لنا بالنتائج , وهي من خصوصيات الشعب الأمريكي المعني بالعملية ومخاضه ,و التدخل في هذه الخصوصيات معيب .
علينا ان نستلهم العبر والدروس من تلك التجربة , ونخرج بفائدة إصلاح أوضاعنا المزرية , اذا اردنا ان نكون امة محترمة كتلك الامم .
المتابع لردود الأفعال القادمة من منطقتنا ومن سياسيينا , الكثير غرد وقدم التهاني , مصحوبة بالأماني , بعض الزعماء والقادة المحترمين تمنوا ان تكون علاقات تبادل اخوي تخدم مصالح الشعبين و واستقرار المنطقة والسلام الدوليين .
والبعض الاخر لازال يعرض خدماته , ويقدم نفسة للعمل كأداة رخيصة في ما يسمى معركة الإرهاب , المعركة التي اصطنعها الطامعون بالمنطقة ( الامبريالية والرأسمالية ), تحتكر مناطق الثروة , وتبتز دول البترول في المنطقة , والضحية الدول والشعوب التي لا تفهم ولا تريد ان تفهم , تتخلف وتجوع وتتوسل , ثم تعرض خدماتها للطامعين بها بثرواتها , التي على السطح وفي باطن الارض .
وبسبب هذا ها نحن اليوم في ورطة , وحروب عبثية , كمخطط للإنهاك لغرض الاستسلام لتلك الأطماع , و بأدوات رخيصة مننا وفينا .
متى نستوعب نحن اليمنيين اهمية الشراكة في وطن يستوعبنا جميعا , ونصل لقناعات اننا مختلفون , والاختلاف لا يفسد للود قضية , وانه ثراء اجتماعي وسياسي مهم , بل اداة من ادوات التنمية الديمقراطية , في تكتلات الحزبية , وهي تكتلات للأفكار والرؤى والمشاريع , التي يفترض ان تتنافس بشكل ديمقراطي نزيه , ونترك للشعب يقرر ايهما افضل له , ويفرض ارادته في منظومة ديمقراطية , ونظام انتخابي يضبط عملية التبادل السلمي للسلطة .
الارهاب والفساد هما فيروسات تنمو وتتكاثر في ظل بيئة فوضوية , غير منضبطة بدولة النظام والقانون , الفساد متاح للأموال السائبة , والسلطة الغير منضبطة بإرادة شعبية , تحاسب وتراقب , وحكم الفكر الواحد اهم مفاتيح الفساد .
والإرهاب هو فيروس فكري يغزوا العقول , ويجد له مبررات بالعصبية والغلو والتطرف , ويمكن معالجته بالتنوير , وفتح مساحة واسعة من الحرية المنضبطة فكريا وثقافيا لقيم انسانية ومجتمعية , الانغلاق هو اهم اسباب الارهاب , لأنه يدفع بالأفكار تقاوم تضييق الخناق عليها , وبالتالي تستخدم العنف , والعنف المضاد ويتطور تدريجيا لإرهاب , وهذا ما تمارسه قوى العنف التي تدعي محاربة الارهاب , وهي ترهب كل من يعارضها , او ينتقدها , ارهاب فكري وسياسي واجتماعي يمارس ضد كل مختلف ومخالف , ويفرض واقع العنف الذي لا يمكن ان يقبل بعملية ديمقراطية وانتخابات نزيهة .
نحن كأمة متخلفة ومتأخرة جدا , بتخلف السياسيين الذي يغردون في مواقع التواصل الاجتماعي , ويقدمون الطاعة , و يؤججون الفتن , ويثيرون النعرات الطائفية والمناطقية , ويبثون الكراهية , ويزورون التاريخ , وينكرون الهوية , بمزاج سخيف ومتخلف .
ما أمسنا اليوم لنخب ثقافية وفكرية وسياسية توقف كل تلك المهازل , وكل ذلك التخلف الذي يتمادى ويستفحل في المجتمع , ويغذي الانهيار والتدهور والسقوط , ويوسع الشروخ الاجتماعية والسياسية ويزيد من حجم التراكمات وعمق الهوة بين شرائح المجتمع وفئاته , ويغذي الحروب العبثية ,نحتاج لاصطفاف وطني يعزز ركائز واعمدة الديمقراطية , ويهيئ الساحة لذلك , حتى نستطيع ان نفتخر اننا امة ديمقراطية حرة ونزيهة , بانتخابات تفرض إرادة شعب أراد الحياة لا الموت .