انتصار الإرادة
في هذا اليوم التاريخي المجيد يحتفي شعبنا العظيم بالعيد الوطني الـ 57 لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، التي انطلقت شرارتها في العام 1963م، من جبال ردفان الشامخة ضد الاحتلال البريطاني الغاشم الذي ظل قرنا وبضع عقود يمارس العبث والاستنزاف لثروات البلاد ومقدراتها ومواردها، فارضا وصايته بقوة السلاح والإمكانات العسكرية، التي لم تصمد طويلا أمام نضالات الثوار الأحرار ممن ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والبطولة والفداء والإصرار، إلى أن توجت نضالاتهم الخالدة بالاستقلال الناجز في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة ملحمة ثورية فريدة استطاعت أن تفند أسطورة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وأن تدحر أعتى حكم استعماري شهدته المنطقة حينها، وذلك بفضل إرادة الثوار وإيمانهم بعدالة قضيتهم وتمسكهم بخارطة أهدافهم الوطنية السامية التي ظلت نصب أعينهم كقيم ثورية ثابتة مثلت السلاح الأقوى في مناجزة العدو ودحره.
ولأن الأحداث التي شهدتها مرحلة الثورة الأكتوبرية متسقة ببعضها، فقد ثبت تاريخيا بأنه متى ما استولت الإمامة على مقاليد الأمور في اليمن تتعرض وحدة اليمن إلى مخاطر التشطير والانقسام والتشظي، وتسارع دول الأطماع في فرض أجندتها الاحتلالية، وهو ما يؤكد واحدية الفعل الثوري والأهداف لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، اللتين شكلتا ملامح المشروع الوطني الكبير ابتداء من القضاء على الإمامة الكهنوتية والمحتل الغاشم مرورا بتحقيق الوحدة اليمنية المباركة وانتهاء بمخرجات الحوار الوطني الشامل فاتحة المستقبل المنشود.
إن ما يميز الاحتفاء بهذه المناسبة هذا العام، الانتصارات التي يحققها أبطال القوات المسلحة ورجال المقاومة الأحرار، بدعم وإسناد كبيرين من التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد الإماميين الجدد الذين رهنوا أنفسهم لأطماع المشروع الإيراني الطائفي المهدد لمستقبل البلاد ومستقبل المنطقة بكاملها، ولأن مصدر إلهام الأبطال الميامين هم ثوار سبتمبر وأكتوبر فإن حليفنا النصر لا محالة، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.